مثلما يتخذ مدرب كرة القدم خطة ذكية وأسلوبا في كل مباراة يوجه بها لاعبيه لتحقيق الفوز، كذلك الكتاب والأدباء حين الكتابة، فكل كاتب يتخذ أسلوبا أو طقسا من الطقوس ليجهز ذاكرته، ويصنع البيئة من حوله لتحقيق الدرجة الكافية من شحذ الإلهام واستلاب الذاكرة وتذوبيها من صورها الذهنية الساطعة في مدار العقل إلى نص مشبع بالأحداث والوقائع والأفكار والحكايات. فبعض الكتاب لهم سلوكيات مختلفة وربما غريبة قبل الكتابة و أثناءها وبعدها وقد يكون فيها سبب للمعاناة أو المرض. فالأديب المصري عباس العقاد كمثال أول، كان يكتب جالسا إلى جوار المكتب، في حين كان مكتبه صغيرا ولم يكن في استطاعته أن يدخل ساقيه الطويلتين تحته، فكان يلجأ إلى ميلان جسمه عليه أو إليه مما سبب له أوجاع في ظهره وجنبيه! وكمثال آخر، يأتي الأديب الأمريكي تنسي ويليامز فقد كان يضطرب بشدة أثناء الكتابة ويلجأ إلى إحدى الجزر الأستوائية حيث يمارس الكتابة وهو نصف عريان ! أما المثال الثالث وهو الشاعر والتر سكوت فكان ينبطح على الأرض ويكتب مشدود الظهر وكأنه يسكب مخيخه كالنهر على دفاتره! في حين يأتي الشاعر كامل الشناوي بوضع الورق على ركبتيه وهو جالس ويكتب في ضوضاء، ويعتبر ذلك شرطا تستغرقة الكتابة لديه! والأعجب هو طقوس المستشرق الألماني باول كراوس فقد كان يحمل حقيبتين امتلأتا بالكتب، وكانت كافية لتنقض ظهره! فينشر الكتب على الأرض ويقف فوقها يكتب وأحيانا ينكفئ على الأرض يكتب فوقها! أما الفيلسوف المعروف سارتر فقد كان يكتب في عدد من المقاهي المعروفة في باريس ويضع أمامه زجاجة نبيذ مستمتعا بالضوضأ التي يخلقها الناس من حوله.