مطرنا بفضل الله ورحمته.. كانت من اجمل اللحظات تلك التي قضيناها في البلد الحرام تحت زخات المطر ....السماء مفتوحة والرحمات تتنزل على الطائفين والعاكفين والركع السجود ..الناس متعطشة لرحمة الله لعلها تطهر البلاد والعباد .. كانت مصحوبة برياح شديدة اقتلعت بعض اﻷشجار وحركت بعض اﻷحجار وسالت منهااﻷودية والشعاب حتى أشرقت الشمس على وجه جديد للبد الحرام كان من أجمل مارأت عيناي منذ زمن.....تجولنا في أنحاء تلك البقاع الطاهرة تحدونا مشاعر مختلطة مابين السعادة والروحانية ....... رأينا كل شيء بأم أعيننا وتفاجأنا بوسائل الإعلام ومواقع التواصل اﻹجتماعي تحلل وتفسر وتشجب وتستنكر وتضخم وتحجم وتخصص وتعمم وتفصل الأحداث على حجم الأهداف وكل ينضح بما في اناه ..... يوحون إلينا بأن رحمة الله نقمة وأن رائحة المطر عقوبة وأن زخاته مرسلة لفضح المسؤولين وولاة اﻷمر .. يقتنصون بعض الصور في بعض الاماكن المتضرره ويدندنون عليها بعبارات توحي بحجم كارثي ( مكة تغرق .... اللهم كن لاهل مكه ... كارثة مكه .. وغيرها مما قرأتم وسمعتم ) وكل يرى بعين اهدافه ( علما أن الأضرار اقتصرت على بعض الاحياء وليس كلها ) ... ولا أعلم هل جهل أو نسي أو تناسى أولئك أو غاب عنهم إن لم يكونوا أصحاب نوايا سيئة تصطاد في الماء العكر بأن طبيعة مكةالمكرمة زادها الله تشريفا وتكريما تجعلها عرضة لمثل تلك السيول حيث أنها منطقة جبلية وأودية ومن البديهي أن تكون السيول بهذا الحجم ...... ماأريد أن أصل إليه هو ماذا يريد أولئك المغردون واللائكون و المتفيهقون في المجالس وحتى البسطاء الذين لايجدون الا جهدهم من نهش أعراض المسؤولين بل بهتانهم وظلمهم بشيء لايعلم المتكلم عن صحته وليس لديه أدلة صريحة تثبت صحة مايعتقد .. إن يتبعون إلا الظن وان الظن لايغني من الحق شيئا... لماذا لا يعزو أولئك الظانين ظن السوء تلك السيول وماحدث من دمار بإذن ربها للذنوب والمعاصي واشدها أصحاب الظنون و البهتان والظلم وإشاعة الفتن أو على الأقل اعترفوا انها نعمة من الله أراد أن يغسل بها الادران ويطهر بها الأرض من الأوبئة والامراض (بالذات في هذه الايام الذي اجتاح فيها وباء كورونا مكةالمكرمة وهذي ثقتي التامة في أن الله أراد أن يطهرها من ذلك الداء )والأسلم من هذا وذاك الإعراض عن ذلك كله والانشغال بمايصلح أحوالهم وماينفعهم في أمور دينهم ودنياهم .. ومضة..قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .