في وقت سابق شاهدت زيارة سمو أمير منطقة عسير - حفظه الله - لمقر المدينة الجامعية في الفرعاء وسعدت كثيرا بهذا المشروع الكبير الذي يخدم عددا كبيرا من ابناء وبنات منطقتنا ووطننا الغالي, وفي وقت المشاهدة للخبر نفسه حزنت لحال بناتنا (فيما يسمى بشرق عسير) بنات مدينتي الحبيبة طريب وما يجاورها من مدن وقرى وهجر حبيبة على أهلها وعلينا أيضا وتساءلت يا ترى هل سيسعدن بهذا المشروع ؟!! لا أظن !!! لان المبنى الجديد لا يغير من المعاناة شيئا, ومن هذه حاله فعليه ان يصبر ويعيش على أمل , ف "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" و أملنا الوحيد في الواحد الأحد , ولعل ما اكتبه يصل لولي الأمر أو المسؤل عن هذا المطلب الضروري. واننا اذا ما تصورنا عدد بناتنا الجامعيات الذي يقدر بعشرات المئات بل يفوق الالف ويزيد وشاهدي على ذلك العدد المهول من وسائل النقل المتعددة التي تقلهن مع كل صباح ,وبما ان الدولة ولله الحمد ليست عاجزة عن افتتاح كليات تخدم ابنائها وتسهل عليهم طلب العلم , فإلى متى هذه المعاناة ؟ ولماذا لا يتم افتتاح كليات في هذه المحافظة وما جاورها. وما هي الأسباب والعوائق؟ ثم هل كتب الشقاء على بناتنا وكأنه (تجنيد إجباري ) فلن تحصل الواحدة على شهادتها الجامعية ما لم تقطع ما بين (200 الى 300كم) يوميا هذا في اقل الأحوال, والبعض الآخر منهن أصبحت إقامتهن إجبارية في أبها و الخميس والمدن القريبة من الجامعة فتغربت عن اهلها وتركت مسقط راسها وما ذلك إلا تلافيا لقطع المسافات البعيدة مع كل صباح وتجنبا لمخاطر الطريق والحوادث المروعة, فضلا عن كثيرا من الناس في مدن (الشرق) لا يستطيعون الانتقال ببناتهم قريبا من مقر دراستهن بسبب الظروف الاقتصادية وخاصة في هذا الوقت, فتضحي الطالبة المسكينة بوقتها وحياتها, وتتحمل المعاناة والمشقة والمخاطر بالإضافة إلى دفع مبالغ مقابل النقل أضعاف ما يتم صرفه لها من الجامعة, وغير ذلك مما يخفى علينا فالبيوت أسرار. وبعد هذا كله وقبله, نوجه ندائنا إلى سمو أمير منطقة عسير وفقه الله ونطلب منه اخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار وتوجيه من يلزم في جامعة الملك خالد بضرورة افتتاح كليات تخدم طريب وما جاورها فورا, فالمال موجود والكادر موجود والمكان موجود وبقي شيء واحد قد يكون موجودا لكنه مفقودا وهو الضمير ( أين هو ) عند بعض المسؤلين؟ كما نأمل أن يتم إعلان ذلك لتطمئن نفوسنا ونعلم أن أحدا من المسؤلين يهمه أمرنا في هذا الجانب . تعمدت كتابة مسمى (الشرق ) لأنه تحلو لبعض المسؤلين - هناك – هذه التسمية فالشرق له قصص كثيرة مع الزمن, والعراقيل المفتعلة لتعطيل المنشئات والخدمات عنه . شكرا بنتنا وبورك فيكن, فما نيل المطالب بالتمني, ولكن تؤخذ(تأخذ) الدنيا غلابا.