عيد الفطر في طريب لهذا العام مختلف كلياً عن أعيادنا الماضية ، وبالأخص في الفرعة، عاصمة طريب الإدارية والثقافية والدينية والتجارية....الخ. وقد تميز عيد الفطر لهذا العام بأولويات أو خصائص لم نراها في أي عيد في مملكتنا الحبيبة أو خارجها. -- فأهالي الفرعة هم الوحيدون الذين لبسوا ثوبين في العيد، ثوب لمصلى العيد وثوب للمعايدة. فقد قامت البلدية بجهود جبارة عظيمة فاقت نظيراتها في الدقة والإنجاز وذلك بتسوية تربة المصلى الطينية وخلطها بالبطحاء الناعمة. إنه أول عيد لم تتصافح فيه الايدي إلا بعد نفض الغبار والطين من الثياب والمشالح في موقف ملفت لا تسمع فيه إلا ضرب الثياب ونفضها. وحده رئيس المركز وثلة من السابقين المبدرين افترشوا ثلاث من الزل تبرع بها فاعل خير. -- ومن الأولويات التي حصدتها مدينة طريب ممثلة في الفرعة وعلى مستوى المملكة هي استقلال رئيس المركز لسيارة الدفاع المدني وغياب خويا الأمارة وسيارتها وطاقمها. أنا اعتبرها معايدة لمنسوبي الدفاع المدني المرابطين وشداً لأزرهم، أما أنتم فلكم حرية التخمين!! -- لأول مرة يزيد عدد الأخوة المقيمين على عدد المواطنين -- ومن الأولويات التي ستدخلنا موسوعة غينيس هي خطبة العيد، فقد كانت طويلة جداً ومواضيعها كثيرة ومتشعبة، وعلى أهمية مواضيعها إلا أنها تكفي لخمسة أعياد أو محاضرات أو ندوات فهي خليط بين الخطبة والندوة والمحاضرة، فيها الكثير من الحلف والكثير من التهديد والوعيد والقليل من البشارات والفرح، لم يكتفي شيخنا جزاه الله خيراً بما دون في ورق الخطبة فخرج مرات عديدة "ليقدح من رأسه". اعلم أنه يسوقه أمور لا يعرفها إلا اولوا العلم ولكن لكل مقام مقال. -- بعد قيام البلدية مشكورة بتسمية احياء طريب بأسماء جديدة "حضارية" وطمس معالم الأسماء القديمة لقرى طريب تفاجأت بأن اسماء مصليات العيد قد وصلها التغيير الحضاري القسري ولا أود أن اقول "العنصري" فاصبح مصلى مشروفة: المصلى الجنوبي وأصبح مصلى الفرعة التاريخي :المصلى الأوسط وأصبح مصلى آل عرفان: المصلى الشمالي، تخيلوا لو اصبح هناك مصلى رابع، ماذا نسمية: الأوسط الشمالي أم الأوسط الشرقي الشمالي المحاذي لخط الاستواء الجنوبي....ما هكذا تورد الإبل. -- قبل سنوات لم يكن يجلس على الكراسي في روضة المصلى سوى شخص او شخصين في هذا العيد عجزت عن عدهم والتعرف على ملامحهم، اللهم اشفهم وعافهم وجميع مرضى المسلمين ولا تحرمنا من والدينا ومن كبار السن الذين نرى فيهم القدوة والشموخ وقوة البأس وسعة الصدر والحلم والأمل، انهم نور بين ايدينا نسأل الله الا يطفئ لنا نورا. -- ناصر بن جبران ذلك "الفريق" غير المجهول. شعلة متقدة، عطاء مستمر ، خلق جم ، ابتسامة مبهجة . لو كان في اوروبا لبني له نصب تذكاري فوق "الناصف"، ولكن يكفيه حب الجميع له، ولعله من القلائل الذين يحضون بسمعة حسنة وسيرة عطرة، فشهود الله في أرضه.... ناصر بن جبران وجه طريب الناصع. حسين آل حمدان الفهري [email protected]