وصلتني رسالة على هيئة بشارة، تبشرني وتبشر أهالي طريب وما جاورها بقرب افتتاح مجمع عيدة الحطاب لتحفيظ القرآن الكريم. قلت لنفسي إنها والله بشارة وخبر سار وفعل جبّار وسبق يحق لمن قام به الافتخار، عمل يرجى به الأجر من الله وبر بالأم ونشر للقرآن وعلومه والتفاتة جميلة لبدلهم ولقومهم ومصدر فخرهم. قبل سنوات تم افتتاح مسجد الشيخ محمد بن حويس بجنوب الرياض في بادرة رائعة من ولد لوالده في وقت نسي الكثير منّا دعاء خالص أو صدقة يسيرة لوالديه أو اقاربه. إنها أعمال خالدة وأجور عظيمة أقلها أن يقال: جزاهم الله خيراً وغفر لوالديهم. هذه الأعمال ليست مشاركة في مزاين للإبل أو حفلة تكريم كما شاع وانتشر مؤخراً أو مناسبة يدعى لها شعراء المحاورة وأعيان الفلاشات والمشالح المزركشة، إنه عمل من نوع خاص لا يقدر عليه إلا من أحسن النية والعمل وأقدم على فعل يرجو منه الأجر والثواب، عمل لا تصفيق وتصفير فيه، بل دعاء وابتهال وترحم واشادة تكون بإذن الله شهادة في يوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح. طريب يعج بالتجار ولكنهم تجار من نوع آخر، حريصون على كل شيء، أكلوا طريب، نهشوا جسمه، سحقوا عظامة، كسرّوا جباله، ابتلعوا بطحاه، دمروا بيئته، شوهوا منظره فأصبح طريب الأول في عالم "الشبوك" و"العقوم" على مستوى منطقة عسير. المفارقة في الموضوع أن من قام على مجمع عيدة الحطاب ومسجد الشيخ محمد بن حويس لم يستفيدوا مادياً من طريب، وهاهم يأتون بالأموال من خارجه ليعمروه عمارة من نوع آخر، عمارة ستدوم وتجارة لن تبور بإذن الله. مجمع عيدة الخطاب الذي سيفتتح قريباً ليس مجرد هيكل خرساني أو لوحة مثبتة على حائط، إنه مجمع كبير بكل معاني الكلمة، يشمل دار نسائية لتحفيظ القرآن، ومركز حضانة وتعليم لمرحلة التمهدي وروضة للأطفال إضافة إلى قاعة الفرقان التي تتسع لقرابة 400 شخص. اسأل الله العلي العظيم أن يجزل لهم الأجر وأن يضاعف المثوبة والحسنات لموتاهم وأن يبارك في أموالهم وتجارتهم هم ومن هم على شاكلتهم ممن قاموا بتفطير الصائمين وإقامة المخيمات الدعوية وشيدوا المساجد لموتاهم في طريب وخارجة. حسين آل حمدان الفهري [email protected]