إذا حلَّت الإجازة الصيفيَّة بدتْ تباشير الفرح و السُّرور, و البهْجة و الحُبور على كافة فئات المجتمع صغارًا و كبارًا ذكورًا و إناثًا, لا سيَّما أنها تأتي بعد عناء الدراسة أو كفاح العمل , و صار موضُوع السياحة حديثًا ذا شجون ٍ تردَّد مرارًا و تكرارًا, و إن استثمار السياحة استثمارًا جيِّدًا يعود بالخير على الأفراد و الأسَر و الوطن , فالسياحة تعتبَر اليوم مَصدرًا من مصادر الاقتصاد الهامة لمعظم البلاد في العالَم , و صارت هذه البلاد تهتمُّ اهتمامًا كبيرًا بجميع النواحي التي تتعلَّق بالسياحة , كالاهتمام بالأماكن السياحية , أو ما يجذِب السيَّاح , و صار التنافس السِّياحي بين هذه الدُّول قائمًا و مستمرًّا , وذلك بتفعيل السياحة , وتقديم الأفضل و الصُّورة الجميلة للسياحة, و التعامُل السياحي الجيد مع هؤلاء السياح. وإن بلادنا تعتبَر رمزًا من رُموز السياحة , و ذلك لما تملِكه من أماكن أثريةٍ عريقةٍ تحوٍي معالم تراثية ً و مواقع تاريخية ً , ومناطق سياحيَّة ً في مختلف أنحاء المملكة مرَّت بها قرونٌ وقرونٌ , وتعاقبتْ عليها أجيالٌ و أجيالٌ و هي ما زالت باقية ً حتى اليوم , ناطقة ٌ و هي صمَّاء تروِي قصص و أخبار هؤلاء القرون و الأجيال .وقد أولَتْ حكومتنا الرشيدة السياحة الداخلية قَدرًا كبيرًا من الرعاية و الاهتمام , و أعطت الكثير من هذه الآثار التاريخية و المَعالم السياحية نصيبها من التطوير السَّياحي, إلا أن هذه السياحة بحاجةٍ إلى مُواصلة تلك الجهود المباركة في المناطق الأخرى , لا سيَّما أن بلادنا واسعة ٌ قد حباها الله بجمال الطبيعة الخلابة الخضراء , ونفود الصحراء , و قد نقَش الماضي تراثه على بيوتها القديمة و معالمها الأثريَّة, وربط هذا الماضي العرِيق بأصَالة الحاضر المشرِق وجماله الزاهي , فهاهي مصايف بلادي الطائف زَين المصايف , و بهْجة المصطَاف , وأبها البهيَّة بجمالها والباحة بأريجها فوَّاحة ٌ, إضافة ً إلى النهضة العُمرانية التي تشهدها بلا دنا و غيرها .ولصِناعة السياحة في بلادنا ينبغي تكثيف الوَعي والترشيد السياحِي بين المواطنِين عامة , و طبْع الكتب التي ترشِد السيَّاح إلى هذه المواقع السياحية, و تبيِّن المعالم فيها, و الحِرص على تفعيل هذه الكنوز والمشاريع السياحيَّة بالتعاون مع الشركات الوطنية , وربْط هذه المعالم السياحية بطرُق ٍ واضحةٍ ,وتوفير الخدمات فيها ,لاسيما أن السياحة الداخلية تنشَط كثيرًا في الصيف , والسياحة في ربوع الوطن أمنٌ وأمانٌ , وراحةٌ و اطمئنانٌ , وأفضل من السياحة الخارجية التي تحمِل معها كثيرًا من المشاكل والهموم , والتي يقلُّ فيها الوازِع الديني ,وتضطرِب فيها القيم والأخلاق الحسنة. أ/عبد العزيز السلامة / أوثال