إن التواضع صفة محمودة , و له آثار طيبة حيث ينشر المحبة و المساواة و الإخاء بين الأفراد , فيعم الترابط الأسري و الاجتماعي , و يزٍيل الآفات القلبية السيئة كالحسد و الغيبة و النميمة و الحقد , فيعيش المجتمع في سعادة , و قد أمر به الدين الإسلامي , قال تعالى : ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) 215, الشعراء , و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ). رواه مسلم. و أفضل أنواع التواضع , و أعلاها منزلة : التواضع لله و رسوله بأن يتقبل الإسلام , و يعمل بأوامره , و يبتعد عن نواهيه , و يقتدي بسنة الرسول صلى الله عليه و سلم , و يعمل بما جاء في الكتاب و السنة المطهرة طاعة و انقيادا لله ورسوله , حتى يرفعه الله درجات , قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ . و يتواضع للناس, و يبتعد عن السخرية و التهكم بالآخرين.و للتواضع ثمرات عديدة، منها:أن الله يحب المتواضعين, و هو سبب في رفعة منازل المتواضعين, و سبيل لدوام النعم, و جزاء المتواضعين الجنة, قال تعالى: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )63, الفرقان . فلا يجوز الكبر و التكبر؛ لأن الكبرياء لله وحده، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله عز و جل الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار) رواه مسلم. و قد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الكبر بأنواعه بالحسب والنسب أو الجاه و السلطان أو العلم و المال و غيرها , قال صلى الله عليه و سلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) رواه مسلم . أ/ عبد العزيز السلامة / أوثال