إن الإسلام دين الخير و التقى و الفلاح , فقد حث المسلمين على العمل الطيب و الكسب الحلال , و إذا صاحبه نية خالصة لوجه الله تعالى صار عبادة سواء كان من أعمال الخير و البر و التقوى ,قال تعالى: ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) 97 , النحل , أو كان حرفة و غيرها , يقول الله تعالى : ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ﴾ 10, الجمعة , و يقولَ صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرسا , أو يزرع زرعا , فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) متفق عليه. و إن لنا في أنبياء الله عليهم الصلاة و السلام أسوة حسنة , فأنبياء الله هم صفوة الخلق و أفضل الخلق كانوا يعملون بالحرف المختلفة , و يسعون في الأرض يبحثون عن فضل الله و نعمائه ،ويجدون سعيًا في تحصيل الرزق قال تعالى: ﴿وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ﴾ 20 , الفرقان , و كان آخر النبيين , و سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه و سلم يقول : ( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم , فقال أصحابه : و أنت , فقال : ( نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ) رواه البخاري . فالعمل عبادة و جهاد في سبيل الله , إي طاعة لله تعالى , و مجاهدة للفقر و الحاجة , و عفة و عزة للمسلم حيث يبتعد بنفسه عن المسألة و ذلها , و في العمل يحصل المسلم على قوته , و يتقوى به على إقامة فرائض الدين , و يحصل على المال الذي ينفقه على نفسه و أولاده , و يستعين به على أعباء الحياة و مطالبها , أو يساعد به ذوي أرحامه , أو ينفق منه في كافة وجوه الخير الكثيرة التي حث عليها الدين القويم , كمساعدة الفقراء و الأيتام و الأرامل و المساكين , و بالعمل الطيب بركة , و عمارة للأرض , و رفع لاقتصاد الوطن . لذلك يجب على المسلم أن يحرص على العمل الصالح الذي يتقنه , و يحفظ أسرار العمل, و يكون مخلصا في عمله , و يطيع رؤساءه و مسؤوليه في غير معصية الله تعالى , و أن يبادر و خاصة الشباب إلى العمل , كي يبتعدوا عن داء الفراغ , فالفراغ آفة إن لم تشغله بما يفيد , أشغلك بما لا يفيد !!. أ عبد العزيز السلامة أوثال