يقول الحق تبارك وتعالى : " من عمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " . المؤمن مطالب بأن يكون عمله صالحا، والعمل الصالح يحتاج نفساً تؤهله لهذا العمل، والتأهيل لأي عمل يحتاج الى اعداد لانه من المستحيل ان يوجد عمل صالح بدون تأهيل او اعداد ..وفي رأس قائمة الاعداد التربية، لان تشكيل النفس المؤهلة للعمل الصالح، قاعدته العلم والجهد المتواصل لبلوغ الغاية وهي الاصلاح، ولعل من اسباب تراجع امة الاسلام في مضمار بناء الحياة التي يعتبر بناؤها قاعدة اساسية من قواعد الايمان ..ان الأمة الإسلامية اهملت تشكيل نفسية فردها بالحث على التماس العالم بكل معطياته وتوظيفه لمصلحة العمل النافع وتلبية احتياجات الفرد النفسية والمادية ليسود الاطمئنان الاجتماعي . وفي خطاب الحق تبارك وتعالى لخلقه بقوله : " من عمل صالحاً من ذكر اوانثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون " ففي هذا القول الكريم قاعدة ذهبية ينطلق منها الانسان المسلم نحو عمل الصالحات الذي هو حياة للانسان حيث يكون المردود خيرا مما عمل الانسان، وفي كل هذا يبرز تكامل الاسلام كنظام يحتوي شؤون الدنيا والدين وهو ما يتفرد به الاسلام دون سائر الاديان السماوية .