رسالة الى امير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز صاحب السمو/ لقد تناقلنا خبرصحيفة طريب/ بأن أمير منطقة عسير يأمر بمنع الجيرة (ردية الشأن) من منطقة عسير*ببالغ السعادة والسرور لان هذا القرار يدخل في منظومة حفظ الدماء وربط المجتمع بكافة عناصرة بأنظمة الدولة وعدم ايجاد اي غطاء لحماية المجرمين من ان تنالهم يد الدولة والتي هي المسئولة الوحيدة عن توفير الامن والأمان وعن تنفيذ الاحكام الشرعية. صاحب السمو/ ان الامر كبير ولايحله الا العظماء من الرجال فلقد كانت هذه العادة هي الطريقة الوحيدة التي يلجأ اليها الجميع ولان البديل لايوجد وعلى الرغم من معرفة الناس بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لعن الله من آوى محدثا ) الا انهم يلجأون اليها حتى يفيق العقل ويتدخل المصلحون. صاحب السمو/ ان هذا القرار وبالرغم من فوائده التى نطمح ان نعيش في ظلها يوما من الايام الا انه سيقابل العديد من الجبهات المضادة له ولكنها وبرؤيتكم الثاقبة ستضمحل إن شاء الله: الجبهة الاولى: عدم قدرة بعض المشائخ والنواب في التأثير على من يتولون المسئولية عنهم ،قد يوجد من يملك القدرة على ذلك لكن للاسف ان البعض لا يملك الا ختما فقط ولايملك قدرة او امكانيات حتى يستطيع ان يؤثر على أناس قلوبهم متعطشة الى الثأر في اي لحظة ولاي سبب بل ان البعض يربي ابناءه على ثقافة الثأر اكثر من ثقافة التسامح وهنا اصبح الشيخ او النائب وقع على التعهد لكنه لم يوفر اي خطوط امنة في قبيلته ولعلي اقترح لحل هذه المشكلة: أ. ربط المشائخ بأبناء قبائلهم بأساليب وطرق شتى في جميع المطالبات الامنية وتوقيع المشاهد والوثائق ذات الصلة من قبلهم ولا تقبل اي وثيقة الا بتوقيع منهم وعدم قبول توقيع العمده لمن لديه شيخ معتمد من الدولة والغاء ازدواجية عمل العمدة مع اعمال المشائخ والنواب. ب-تشجيع الدولة ايدها الله للمشائخ بالمكافئات والإعانات المجزية حتى يكون قويا في بني قومة وليس ضعيفا بينهم. ج- الأخذ على يد من يقوم بالتقصير منهم في تنفيذ توجيهات الدولة واعلان ذلك في الصحف حتى يتعض غيره ويصحح وضعه في خدمة ابناء قبيلته. د- توفير مجلس خاص بهم لدى سمو أمير المنطقة ليسمع منهم مباشرة وتشجيعا لجهودهم. الجبهة الثانية: عدم توفير الامن والحماية للمعتدي واقاربه. قد يقوم المعتدي او يدفعه الشيخ الى تسليم نفسه لاقرب مركز امني ولكن من يوفر الأمن له في هذا المركز الذي قد يتواجد فيه اي شخص من اهل الثأر ثم من يحمي اقرباءه من اعتداء اقارب المجني عليه الذين سيمارسون جميع الطرق للنيل منهم وهو مايسمى عرفا ( بضرب المعفي ) وهنا ارغب من سموكم بايجاد السبل الكفيلة بتشنيع وتعظيم العقاب على من يرتكب مثل ذلك وتضمين التعهد الحالي بنص يشمل ماسبق ذكره. الجبهة الثالثة: وجود مثقفين بين ابناء القبائل يميلون الى ثقافة العاداة القبلية اكثر من الاحكام الشرعية. لايخفى على سموكم الكريم بان الثقافة الناصعة والسليمة من شوائب الجاهلية والمستمدة من نور القرآن وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي المطلوبة وغاية كل انسان سوي ولكن مع تغلغل عادات قبلية لقرون طويلة مضت في هذه المنطقة وبالرغم من الدراسات العليا ونهل البعض من العلوم والمعارف الا انه لايزال البعض يرتدي ثوب العلم ويحمل قلب الجاهل وهذه تحتاج الى وقفة من الكليات والمعاهد والمدارس والمثقفين والمشائخ في توعية وتعديل سلوك هؤلاء وتشجيع الدولة لكل من يثبت براءته من هذه الخصال حتى يقتدي به غيره ويشع في المجتمع نور العلم والمحبة الصافيه النقية. **صاحب السمو/ لك ودي