جامعة الملك خالد .. ليتني كنت طالبة من طالباتك !! أسعدني ما حصل في جامعة الملك خالد في أبها حينما رأيت ما تسمى او كما يسميها الأكثرية ( بالمظاهرة ) وأنا اسميها من وجهة نظري ( مطالبة بالحقوق ) .. حينما رأيت الطالبات وهن يصرخن أحسست وكأنها صرختي المكتومة التي لم تخرج حينما كنت أدرس في كلية التربية للأقسام العلمية في الرياض ( كلية العلوم حاليا ) كنت أصرخ باليوم الواحد أكثر من ثلاث صرخات .. كنت أشعر بالظلم والقهر ولم أتكلم .. كنت أريد أن اطلب حقي ولم استطع .. والسبب ؟؟ خوفي من أمور كثيرة ومنها خوفي من أن يفصلوني ( هذا ما كنت أخشاه وقتها ) .. في إحدى الأيام طلبت من أستاذه في قسم الحاسب الآلي أن تراجع درجتي في إحدى المواد ولم يكن ردها سوى أن قطبت مابين حاجبيها وقالت ( درجتك أكيد أنها حقك !! ) قلت لها راجعيها ربما أن هناك خطأ ,, قالت : لا لا حقك ( وانتي وش اسمك ؟؟ ) فاستغربت كيف تعرف ان الدرجة حقي ولم تعرف اسمي؟ قلت لها : انا فلانه .. قالت ايه ايه اذكر اني زودتك كذا درجة ولم استطع ان ازيدك أكثر وكنت افعل هذا مع بقية زميلاتك !!! .. عجبا بكيت كثيرا في هذه الكلية .. بكيت كثيرا من الأساتذة .. بكيت من الدكاترة الأجانب الغير سعوديين خاصة .. بكيت من القسم كاملا .. بكيت من رئيسة القسم التي نصحتني مرة حينما طلبتها طلبا بسبب مرضي فقالت لي: أنصحك بتغيير القسم كي لا تتعبي من أمور كثيرة وخاصة المستويات القادمة إنها صعبة جدا جدا ولن تستطيعي تكملتها وسيمضي عمرك في القسم وتتعبين !! عبارات محبطة ولا يوجد للتشجيع أي ملامح .. مع أن السنوات الأخيرة كانت هي الأسهل وحصلت على تقدير أعلى بكثير من السنة الأولى والثانية وكنت مميزة في السنوات التي كانت رئيسة القسم تخيفنا منها .. شاهدت في مواقع الانترنت ( المطالبة بالحقوق ) لطلاب جامعة الملك خالد وهم يذكرون مطالبهم أمام وكيل الإمارة وكنت أغبطهم وغبطتهم أكثر حينما قال الوكيل بأن الأمير سيتابع مطالبهم بنفسه وسيقف على هذا الموضوع بنفسه ويوعد الطلاب بتنفيذ جميع المطالب .. لطالما حلمت ان أقف أمام إحدى المسئولات واطلبها حقي الشرعي وألقى تجاوبا منها .. ولكن للأسف كنت أطلب انا وصديقاتي في قسم الحاسب وكيلة الكلية وكانت تقول لماذا تطلبوني وتأتون إلي ولم تطلبوا رئيسة قسمكم وهو الروتين ؟؟ .. فعليكم أن تطلبوا أستاذتكم المسؤولة عنكم ثم رئيسة القسم ثم وكيلة الكلية وإذا عجزنا نحولها إلى العميدة .. قلنا لها والحزن قد رسم ملامحه على وجوهنا بأنها لم تتجاوب معنا وانها ضاقت علينا ونريد منك مساعدتنا فإذا بها تتصل بها وتخبرها بأننا طلبنا كذا وكذا وقالت ( حلي الموضوع بنفسك) .. فإذا برئيسة القسم تجمعنا (شعبة كاملة) وتذكر بأنها متعاونة وان أي أمر نطلبه سيكون مجابا وكانت تبدو كما الحمل الوديع البريء.. وطلبت منا أن نأتي لمكتبها في أي وقت وأنها على استعداد للتجاوب .. وحينما دخلت عليها أطلبها انا وبعض الزميلات فكانت دائما ( تصرفنا ) وتقول لا يمكننا لانه امر من الجامعة ولاتذهبوا من ورائي للوكيلة .. وكنا لا نستطيع الدخول على العميدة لكثرة الجنود أمام مكتبها وحولها .. عفوا اقصد الموظفات اللواتي نعجز من مشاهدة وجوههن من كثرة ( الفطور و كاسات الحليب والقهوة الدائمة ) واغلب الاوقات تكون المكاتب مزحومة بالموظفات الزائرات لبعضهن اللاتي يكثرن من ( السوالف والضحك ) ونضطر الى الانتظار اكثر من النصف ساعة إذا لم تكن ساعات وأحيانا تأجيل الموعد ليوم ثاني .. والله الشاهد على كل حرف كتبته .. حملت إحدى المواد البرمجية في السنة الثانية.. وهذه المادة اختبرت فيها وكنت قد اجبت على اكثر من ثلاثة ارباعها ولشدة حرصي على النجاح اتصلت والدتي بعد الامتحان بيومين على الدكتورة ( المصرية ) وقالت كيف هي درجت ابنتي فلانة .. ولم اتوقع ان أكون قد حملتها وللأسف قالت لأمي: ( لو اتصلتي علي لكنت نجحتها ولكن خلاص فات الأوان فقد رفعت الدرجات ولا استطيع مراجعة ورقتها أو أن أزيدها !!! ) ولم تمضي سنة واحدة حتى يصدر قرار فصلها هي ودكتور ( اردني ) وقد علمنا من إحدى الأساتذة أنهما يحملان شهادات مزورة !! ربااااااه رحمتك بي .. حملت مادة أخرى في الفصل الثاني من السنة نفسها ( سنة كئيبة جدا ) .. وكنت واثقة تمام الثقة فيها لدرجة اني انصدمت من النتيجة وأتيت فورا للكلية مطالبة بإعادة التصحيح ( كنت قد استجمعت قواي وقررت على التكلم والدفاع عن حقي بحزم ) وفعلا تكلمت مع رئيسة القسم التي بررت ودافعت عن الأستاذة (المدرسة للمادة) والدكتور الذي كان يعطينا الجزء النظري منها .. وعندما دفعت مبلغ ( 50 ريال) وطلبت إعادة التصحيح أعطوني موعدا للمراجعة في تاريخ معين .. حضرت في الوقت المناسب فقالت لي رئيسة القسم : (النتيجة صحيحة وانتي راسبة وقد قلت لك انك لم تجيبي على الأسئلة كما يجب ). لم ارتاح ولم أصدقها .. واتصلت بالدكتور من مكتب الشبكات وكان موجود .. والله الذي لا اله غيره بأنه قال لي بالحرف الواحد ( لم يطلب مني احد مراجعة ورقة إجابة أي طالبة ولم أعيد التصحيح ولم يخبرني القسم بأي شي فقد أعطيتهم الدرجات فقط !! ) كنت في وضع نفسي سيئ جدا وأخذت والدتي تحادثه وسألته عن طريقة لأخذ حقي فقال : اطلبي من رئيسة القسم ان تطلبني اعادة التصحيح بشكل رسمي وانا لايوجد لدي أي مانع ولا اعتقد ان ابنتك قد رسبت لان اكثر الطالبات كن قد حصلن على درجات عالية.. وبما انني طالبة ( والطالبة دائما ظالمة لا مظلومة ) فقد خفت من ان اذهب مرة اخرى لرئيسة قسمي فسوف ( تحطني في راسها) وهو شعار الكلية وأعضائها الموقرات خاصة حينما تعلم أنني كلمت الدكتور وعرفت بأنها تكذب علي .. في كليتي الموقرة وخاصة قسم الحاسب الآلي : • أستاذة تحمل الماجستير لا تعرف أين هو زر delete وكانت تطلب المساعدة من الطالبات ..!! • أستاذة تحمل الماجستير لا تفقه معنى البرمجة وكانت تكتب لنا الأوامر البرمجية في عرض البوربوينت وتقرأه علينا فقط ..!! • أستاذة تحمل الماجستير لا تعرف إلا كتابة محتوى الكتاب الذي بيدها وتتفنن في إحضار أفكار لبرامج من الانترنت أثناء التطبيق والامتحانات ..!! • أستاذة تحمل الماجستير لا تضبط الطالبات كما يجب وتشرح على جهاز العرض ( مادة عملية) ثم تطلب من الجميع التطبيق وهي( جالسه على الكرسي) وتنتظر المناداة كي تقيم الطالبة .. و للأمانة الجميع كن ينقلن المادة من العرض بدون أي ( شوشرة عليها ) .. !! • أستاذة تحمل الماجستير لا تستطيع الإجابة على تساؤلات الطالبات في مادة البرمجة التي تشرحها وتجبر الجميع على البحث .. ولا تستغربوا حينما أقول بأن أكثر محاضراتها كانت بحوث من الطالبات وهي ( لا حياة لمن تنادي ) ..!! • أستاذة تحمل الماجستير تجلس على كرسي الطالبات (لأن الطالبة تكون واقفة أمام مكتبها ) وتجبرهن على شرح المادة قبل أخذها ( والمصدر : شرح المادة النظرية في وقت المادة العملية ) مادة كاملة لم أطبق شيئا منها على جهاز الحاسب فقد كنت أحفظ المادة النظرية التي يقدمها الدكتور في ساعاته الخاصة للمادة .. ويوم الامتحان كانت الأسئلة في ( وادي واللي درسته في وادي ).. في الكلية بكافة أقسامها : • الأستاذات أكبر منكن .. • الأستاذات أقدر منكن .. • الأستاذات أكفى منكن .. • الأستاذات أصدق منكن .. • الأستاذات ملائكة منزلة .. • أما الطالبات صغيرات عقل .. • الطالبات جاهلات .. • الطالبات لا يشعرن بالمسؤولة .. • الطالبات دلوعات .. • الطالبات لا يعرفن مقدار تعب مسئولات القسم .. • الطالبات لا يعرفن حرص القسم على توفير الراحة لهن .. • الطالبات لا يعرفن شيء .. • الطالبات نكرات .. • الطالبات ................................. أكملوا فقد تعبت .. فرحت كثيرا بالتخرج .. ولم أكن أتمنى أن أعود إليها حتى حينما كان توزيع الشهادات والحصول على كافة الوثائق لشدة كرهي للكلية لأنها مصدر حزني وقهري .. وأنا التي كان طموحي كبير لا حدود له .. فقد كنت أرى نفسي أستاذة بل دكتورة في المستقبل أخدم وطني وأقدم للأجيال القادمة التعليم الذي أتمناه .. اما الان فأتمنى انني في السنة الأولى في جامعة الملك خالد .. لا يهمني أي شي ولا اريد الا أن أدرس فيها بعد أن رأيت طلابها وطالبتها يتحدثون ويطالبون حقوقهم بكل شموخ .. • اريد ان اتكلم .. فقد صمت كثيرا .. • اريد ان ادافع عن نفسي .. فقد اضطهدت كثيرا .. • اريد ان اطلب حقي .. فقد ظلمت كثيرا .. • أريد الأمان والطمأنينة .. فقد خفت كثيرا .. • أريد أن أتعلم .. فانا لم أتعلم كما يجب .. من يقدم لي التعليم الذي حرمت منه .. فلم أكن أتلقى أي علم يستحق الذكر .. ولم يشرح لي أحد أي شي كنت اتمنى تعلمه وفهمه .. كنت اعيش حالة تلقين .. لم اكن اعيش التعليم الحقيقي.. المحاضرة العملية على أجهزة الحاسب الآلي كانت كتابة على السبورة او على جهاز العرض .. تخصصي ( حاسب آلي ) كنت ادرسه مع من لا يستحق الوجود في الهيئة التعليمية هناك في الكلية.. رئيسة القسم في احدى السنوات .. كانت دكتورة لقسم آخر غير الحاسب .. كانت الابتسامة والضحك لطالباتها في قسمها أما نحن فكانت تردد دائما ( بنات الحاسب أنتم دلوعات وعطيناكم وجه وتعاملنا معكم غير عن بقية الأقسام ) !!!! أعتقد انها تقصد الظلم وليس الدلع .. انا هنا لا اتكلم عن نفسي فقط .. أنا مواطنه سعودية .. وخريجة جامعية .. فتاة هذا الوطن .. أتكلم عن معاناتي الشخصية التي كتمتها داخل اعماقي خوفا من المجهول .. زميلاتي في الدفعة ومن سبقني ومن كان بعدي كن يعانين أكثر مني .. القصص والمعاناة في القسم وبقية الأقسام في الكلية هذه أكثر وأكثر مما يعتقده البعض .. من أعماق قلبي أقول : هنيئا لكن يا طالبات جامعة الملك خالد .. هنيئا لكم يا طلاب جامعة الملك خالد .. حتى وان لم تجاب لكم المطالب جميعها فقد تكلمتم ودافعتم عن أنفسكم .. اخرجتم الصوت الذي لم استطيع اخراجه .. حظيتم بحضن دافئ وهو حضن سمو الأمير فيصل بن خالد الذي سوف يحتضنكم وينسيكم الألم والقهر والظلم.. ليتني اجد حضنا ينسيني ما عانيته ويوفر لي ما تمنيته وأتمناه الآن .. لا نريد أن نصرخ أمام الجامعات ونرفع اللوحات ونكثر الشكات .. ولكن الظلم والاستهتار بأبناء هذا البلد هو مادفع طلاب وطالبات جامعة الملك خالد وغيرهم من فعل مافعلوا والمطالبة بحقوقهم بهذه الطريقة التي انا شخصيا لا اتمنى ان تحدث مستقبلا ولكن مايحصل بالجامعات هو السبب والدافع لهذا .. ويجب أن يعاقب المسئولون الغير مسئولون وكذلك المسئولات الغير المسئولات .. أبناء وبنات هذا الوطن يريدون أن يكون صوتهم مسموع .. يريدون ان يؤخذ بحقهم إن ظلموا .. يريدون التطبيق السريع والعاجل لمطالبهم الشرعية .. ويردون تطهير الجامعات من الغير مؤهلين للوقوف أمامهم وحمل رسالة التعليم .. يريدون توفير الأمان لهم وإشعارهم بأنهم أبناء هذا الوطن لا عبيد خاضعين .. يريدون زيارات مفاجئة من كبار المسئولين لمحاربة أنواع الفساد الإداري والتعليمي ، وسماع شكاوي الطلاب والطالبات قبل أن يضطر الجميع ل ( المطالبة بالحقوق).. يريدون الحزم والجدية .. يريدون العدالة التعليمية .. يريدون الرقي بعقولهم .. يريدون التعليم .. يريدون التعليم.. يريدون التعليم .. يريدون وأريد جامعات حقيقة مجهزة للتعليم في المملكة العربية السعودية.. اسأل الله لهذا البلد الأمان والعز والشرف .. وأن يحمي ولاة أمرنا من كل شر .. وأن يرزقهم البطانة الصالحة والحاشية الناصحة .. وأن يقدرهم لفعل الصالحات من الأعمال ويحفظ لهذه البلاد أمنها وحكامها وشعبها وخيراتها إنه القادر على ذلك .. اكتب هذه الحروف بنزف قلبي الحزين .. ولكن أملي بالله كبير أن يعوضني في تعبي في هذه الدنيا بالتوفيق والسعادة وفي الآخرة بجنات النعيم .. اختكم / قحطانية عاطلة