استطاع كتاب «الإعلام الجديد.. الصحافة الإلكترونية العربية والأمريكية» للباحث الدكتور خالد بن فيصل الفرم، أن يقدم بشكل متميز تقييما للصحف الإلكترونية من خلال عدة مقاييس: درجة تحديث المعلومات، مدى التشعب في خيارات المحتوى، مدى الاستجابة للمستخدم، درجة سهولة إضافة المعلومات، مدى تسهيل الاتصال الشخصي، ودرجة فورية المعلومات. وأوضحت الدراسة أن هناك ثلاث فئات للصحف الإلكترونية في شبكة الإنترنت: النسخ الإلكترونية التابعة لمؤسسات صحفية، الصحف الإلكترونية المستقلة، والبوابات الإعلامية، ومن حيث علاقتها بالصحافة المقروءة فإنها تنقسم إلى نوعين: صحف إلكترونية مستقلة، وأخرى تابعة لصحف؛ فالأولى لا ترتبط بأصل مطبوع إلا في الاسم والانتماء إلى المؤسسة الصحفية وتنطلق من جهاز تحريري وإنتاجي مستقلين وفاعلين، والثانية تقدم معظم أو كل محتويات الصحيفة الورقية. وأشار الباحث إلى أن الممارسة الصحفية في بيئة الصحافة الإلكترونية ألغت المفاهيم التقليدية في الصحافة المطبوعة، وغيرت من ثقافة العمل الصحفي، مثل مفهوم Dead Line (وقت الطبع)، خاصة أنها غير مقيدة بأوقات الإعداد والطبع والتوزيع، فغدت الفورية وفق ثقافة وصناعة الصحافة الإلكترونية أهم ما يميزها عن الصحافة المطبوعة. ولم يذهب الفرم إلى ما رآه بعض الباحثين ممن ربطوا الصحافة الإلكترونية بالصحافة المطبوعة فقط واعتبار أن الأولى امتداد للأخيرة، موضحا أن الصحافة الإلكترونية يقصد بها الصحف التي يتم نشرها وممارسة فنونها الصحفية في شبكة الإنترنت إلكترونيا، وفقا لمفهوم التفاعلية والآنية باستخدام خصائص الصحافة الإلكترونية من خلال جمع وتحرير وتخزين المعلومات والصور والرسوم وإدارتها واستدعائها ومعالجتها إلكترونيا. وتطرق الباحث إلى الارتباك والاضطراب في مفهوم الصحافة الإلكترونية، والتداخل بين مفهوم الصحافة الإلكترونية وصحافة الإنترنت، موضحا أن صحافة الإنترنت لا تعني بالضرورة اكتساب المعلومات عبر وسائط إلكترونية، بل يمكن القيام بعلمية إنتاج المواد الصحفية عبر أساليب تقليدية مثل الحوار وكتابة التقارير والأعمدة الصحفية ثم بثها عبر الشبكة، لذا فهي «تجمع وفق هذا المنظور أساليب العمل في كل من الوسائط الصحفية المطبوعة التقليدية والوسائط الصحفية الإلكترونية معا». واعتبر أن إطلاق لفظ الصحافة الإلكترونية على صحافة الإنترنت أمر غير دقيق، سواء من حيث الشكل أو الوصف العام، ولكنه يؤكد أن هناك تداخلا قويا بين مفهومي صحافة الإنترنت والصحافة الإلكترونية. وحول التداخل في المفاهيم بين الصحافة المطروحة في شبكة الإنترنت (Online (Newspaper والنسخ الإلكترونية أو الرقمية، أوضح المؤلف أن «الأولى قد تكون نسخا رقمية لمطبوع ورقي تقليدي، أما الثانية فكيان قائم بذاته يوظف معالجات معلوماتية تتناسب ومتطلبات الصحافة الإلكترونية المهنية». وانتقد الفرم سيطرة التقنيين وليس الإعلاميين على إدارة محتوى الصحف الإلكترونية، وتكليف المؤسسات التقنية وليس الإعلامية بمهام إنشائها، مشيرا إلى أن ذلك حد من فاعليتها وبنائها وتسييرها على الصحف الإلكترونية الحديثة.