الانتخابات البلدية انعدام ثقة أم ماذا؟ شهدت المراكز الانتخابية البلدية في معظم المناطق إقبالا ضعيفاً في تسجيل ، ففي وادي الدواسر على سبيل المثال كان عدد المسجلين حتى الناخبين الأمس القريب حوالي 70 شخصاً، وفي المجمعة كان العدد مخيباً جداً للآمال ، وإذا استثنينا مدينة تثليث التي حطمت الأرقام القياسية على مستوى منطقة عسير وربما على الكثير من المراكز لانتخابية في المملكة إذ سجل حتى الأمس حوالي ثلاثة ألاف ناخب . هل انعدمت ثقة المواطن في المجالس البلدية؟ أم أن أداء المجالس السابقة كان مخيباً لآمال المواطنين؟ أم أن الثقافة الانتخابية شبه معدومة ؟ يعتقد الكثير أن دور المجالس البلدية هامشي ، وأن الصلاحيات الممنوحة لهم محصور ومقيدة ، وهو فهم خاطئ فالنظام حدد بدقة ماعليهم ومالهم ، وماهذا الفهم الخاطئ إلا نتيجة لإخفاق معظم المجالس البلدية السابقة في أداء مهامها الرقابية والإشرافية ، وساعد على هذا الإخفاق تدني خبرة بعض الأعضاء ، إما لأنهم غير مؤهلين أو أن انتخابهم جاء نتيجة تكتلات مناطقية أو قبلية طغت على الصالح العام من أجل مرشحين غير جديرين. التصويت الحالي أكثر دقة بمنح الناخب صوت واحد بدلاً من ثلاثة أصوات، وكذلك منع مشائخ القبائل والعمد من الترشح فأصبح الوضع أكثر إيجابية. صوت الناخب أمانة في عنقه ، والأمانة شانها شأن عظيم ،وأي تصويت مبني على التعصب والنظرة الدنيا سينعكس سلباً على أداء المجالس البلدية وعلى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم . السير مع القطيع: المواطن الواعي هو من يمنح صوته لمن يستحق لا لمن يمنح صوته مجاراة للآخرين وجبراً للخواطر ، فأن تمنح صوتك لمرشح يستحق حتى وإن لم يحالفه الحظ في الفوز فأنت قد سلكت الطريق الصحيح وأديت واجبك الحقيقي وأرضيت خالقك وأرحت نفسك . الأنظمة البيزنطية: يستغرب المرء من بعض الشروط التي يجب أن تتوفر في المترشح ومنها أن يجيد الكتابة والقراءة . بالله عليكم في أي عصر نعيش ؟ هل تعلمون كيف يتم اختبار أهلية المرشح ؟ يعطى ورقة وقلم ، ثم يقال له أكتب معروضاً لنرى مدى أهليتك للترشح من عدمه !!!! أيها المواطن الكريم لا تمنح صوتك إلا لمن تجد فيه الثقة على المناقشة والتدقيق وخدمة المجتمع . صوت لمن يستحق وبريء من ذمتك فأنت مسئول أمام الله عن اختيارك وعن الأسس التي اخترت مرشحك بموجبها. طريب والانتخابات: مركز طريب الانتخابي يشمل طريب والمضة والعرين والخنقة وملحة الحباب ، وسيتم انتخاب ثلاثة أعضاء من هذه المراكز ، ويجب على المواطن المتفهم الناضج أن يختار الأصلح والمؤهل بغض الطرف عن مدينة المترشح او قبيلته فالمحصلة النهائية هي مناقشة ماتقوم به البلدية في كل هذه المراكز وليس في مدينة معينة أو قرية بعينها. أمام الأعضاء الجدد مسئوليات كبيرة وأمانة ملقاة على عواتقهم وهم في النهاية سيمثلون المجلس البلدي لكل المناطق المشمولة . أدعو من هذا المنبر الجميع للتسجيل والحصول على بطاقة ناخب ومنحها للأجدر الذي يعي المسئولية ويخاف الله ويتقيه في كل خطوة يخطوها. كما أن على الناخبين أن يواصلوا التواصل مع المنتخبين ومناقشتهم ومسائلتهم وأن لا يكون دورهم محصوراً في الانتخاب فقط. والله من وراء القصد. حسين آل حمدان الفهري