بسم الله الرحمن الرحيم يتعلل الواحد بأعذار واهية ,يبني العراقيل ويهدم الطموح ,كل شيء في نظرته صعب ومستحيل ,منذ نعومة أظفاره ما سمع بكلمة انجاز ,صار شابا أو قل كبيرا فأصبح التفكير لديه مجرد عبث,قد يكون للأسرة سبب واضح في حياته لكنه اختلط بأقرانه وصاحب خلانه فما استفاد منهم وما طوّر نفسه ,رأى زميله يمسك بكتاب يقرأه وآخر مشارك في نشاط يمارسه وثالث في عمل خيري يساهم فيه بجهده ورابع في خدمة أهله وأقاربه وخامس يتابع كل جديد في التقنية والمعلومات فيزيد من معرفته وثقافته وقل سادس وسابع وعاشر ,وصاحبنا يراوح بل مضطجع واضع تلك الجمجمة على مخدته التي طالما اشتكت منه ,فعاش هكذا كما بدأ أول حياته يواصل السير نحو وجهة مجهولة وبلا هدف,بل ما زال يجتهد في سحب اكبر عدد من أقرانه ليحذوا حذوه ,فبدلا من تشبهه بالآخرين والاستماع إلى تطلعاتهم وأمنياتهم اخذ يكسر مجاديفهم ويلغي بل يقتلع كل بادرة أمل خططوا لها وفكروا فيها ,هكذا هي بعض المجتمعات وهذه هي صفات بعض الشباب وتقليعتاهم التعيسة الفاشلة التي لا تثمر إلا تخلفا وخمولا وتواكل على الغير ,لا يوجد في قاموسه أي عبارة فيها ولو حرفا واحدا من الهمة أو النشاط أو ... فأصبح عائشا على هامش الدنيا كيف ما اتفق إذا أشرقت الشمس ذهب إلى فراشه وإذا قاربت المغيب قام من سباته عبئ على نفسه وأهله ومجتمعه وأمته ,تفكيره محدود والفائدة منه معدومة ينتظر متى تحين ساعة رحيله فلا بواكي عليه, بل تستريح منه الدنيا بمن فيها فقد نترحم عليه أو نحمد الله أن أراحنا منه . تتعجب كثيرا من بعض الشباب ,تجده جاوز العشرين أو الثلاثين بل وحتى الأربعين وما قدم لبلده ولو ذرة من فائدة ,وإذا سألته أو عرضت عليه مهمة تستطيع العجوز الهرمة أن تقوم بها وإذا به يبادرك بعذر يكذبه الشارع العام ومحطات الوقود ,يقول بأنه مشغول فإذا ناقشت معه برنامجه اليومي انكشف المستور فلا شغل ولا مشغلة بل ضياع وفراغ ومشاوير على الطريق حتى ينفد الوقود ثم يعود إلى بيته كي يباشر نفس المهمة من الغد ,فمثل هذا وأشكاله لا نعول عليهم في القيام بمهمة أو حتى أن يرعى(خمس من المعزى) ولكن كل العتب واللوم على رجال نحسبهم ممن لهم قيمة في المجتمع ولهم دور في نهضته والارتقاء به من خلال وظائفهم التعليمية او الإدارية ولكن عندما تبحث عنهم في اللجان الاجتماعية او الخيرية او النشاطات والمهرجانات الصيفية لا تكاد ترى واحدا منهم ! أين ذهبوا بل أين اختفوا ؟ أرى الغر في الدنيا إذا كان فاضلاً=ترقى على رؤس الرجال ويخطب تساؤلات أوجهها إلى هؤلاء : بما أنكم مؤهلون ولديكم الخبرات الكافية للقيام بأي دور ,لماذا لا تساهمون في نهضت بلدكم ؟هل هناك من عوائق تصدكم فبينوها ونحن معكم على من يفتعلها ؟ ألا تريدون أن تكون لكم بصمة بل بصمات في واقعكم وفي بلدكم تسعدون بها أنفسكم وأبنائكم ومجتمعكم ؟! لقد عمدت إلى كتابة هذا المقال بعد ان رأيت وأسعدني ما رأيت وأظنه سوف يسعد الجميع فقد قامت لجنة التنمية الاجتماعية بنقلة نوعية وسابقة لزمانها وعاكسة لمستوى طموح العاملين فيها رغم قلة عددهم وقصر المدة التي خططوا فيها ,ولكنها الهمم بعد توفيق الله لهم ,وان اقل ما يمكن للإنسان المنصف أن يقوله :أن يدعو الله لهؤلاء القائمين على لجنة التنمية بطريب بالتوفيق والسداد وان يعينهم وان لا يحرمهم الأجر فقد قدموا ما عجز عنه أهل الأموال والشهادات وأهل الفراغ ,فأقول لهم سيروا وابشروا فسوف تقطفون ثمار هذه الجهود في القريب العاجل بإذن الله ,في الختام أتقدم بالشكر لله فهو المتفضل سبحانه بالنعم ثم الشكر موصول للعاملين في لجنة التنمية الاجتماعية بطريب ابتداء برئيسها ومرورا بأعضائها ,كما أدعو الجميع إلى المشاركة والمساهمة بالفكرة والرأي والجهد إن أمكن وإلا فلا يبخل بالدعاء لكل مجتهد ينتفع به البلد والمجتمع.أدام الله علينا نعمة الإسلام والأمان وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر. جبران بن فايز ال ناجع