بسم الله الرحمن الرحيم ما إن حطت المدارس أوزارها واتشحت بالإجازة النصفية لهذا العام 1432 ه حتى حزمت أمتعتي وحزمت راسي واستعنت بالله الذي أيقن تمام اليقين انه لن يتركني مادمت مؤمن بحيله وقوته ولطفه ورآفته وانني تحت مشئته ثم أدرت محرك سيارتي متجهاً إلى أئمة العلم والمعرفة والشهادات المشرفة إلى الوزير المخضرم خالد العنقري وزير التعليم العالي ومن حسن الطالع أني وافقت جلسته الأسبوعية يوم السبت الموافق 2/3/1432 ه دخلت إلى صالة الاستقبال الكبيرة وشاهدت وزيرنا الغالي على مكتب صغير في الناصية هدوء تام لا تسمع حتى النفس تلقيت إشارة من الموظف الشاب أن اجلس على الكرسي الذي يليني وان أتابع النطيط من كرسي إلى آخر كلما شغر الكرسي الذي على يميني حتى أصل الوزير وهذه سنه استندتها مديريه الجوازات أبان حقبه اسعد عبدالكريم قلت حسنناً فانا رجل بدوي ولي خبره في الفسح في المجالس جلست على الكرسي الوثير والمريح وتمنيت أن أمامي مائه مراجع لا ستريح على هذا الكرسي بعد عناء السفر ليستريح البدن ويطيب المنظر وما إن استرخيت حتى بدأ النطيط واحتليت الكرسي المجاور فعزفت عن الاسترخاء ألقيت نظره على وجوه المراجعين والموظفين فإذا الفرق جلي وواضح بيني وبينهم رائحة العطور تفوح منهم كبيرهم أسدل بشته حتى أخمس كراعه وصغيرهم أسدل شماغه على ذراعه وقد نسفت جناحي شماغي فوق عقالي لبسهم أنيق والملفي رفيق والمستلفي رفيق وأنا عابر طريق يحدوني أمل بلا بريق وليس لي هنا اليوم صديق بشرتي سمراء وكفي حرشاء غبراء استرق السمع لأعرف ما يصير وأتابع حركة قلم الوزير بشرى فهناك ثمانية أمامي لم يقل لهم الوزير لا استطيع اللهم افتح لي قلبه وبصره ولا تحرمه أجرنا بشرى فكل المراجعون الذين أمامي يريدون قضايا تخصهم ويذهبون أما نحن معشر المسافرون نطلب مالا يطلبون في مصلحة الوطن والمواطنون انتهيت من النطيط واصبحت في المحيط واتكي بكوعي الأيسر على ماسة معالي الوزير قدمت أوراقي وأراقب عيون الوزير الذي توقفت عند تلك العبارة ولم تكمل بقيه الشكوى تلك العبارة التي تقول ( نحن معالي الوزير في ذمتك وليس بذمة غيرك وان لم تساعدنا في هذه الدنيا الفانية فإننا لن نكون راضين عنك في الحياة والممات ) توقف الوزير عند تلك العبارة ونزل إلى أسفل الورقة وكتب عبارة سريعة وسلم الورقة لمن على يساره وزاغ البصر ولم يفهم العبارة قلت اسمح لي معالي الوزير بكلمه قال تفضل قلت نحن قوم طحنا الجهل طحنا نحن العرين ونحن طريب ---------- هنا المضة وهناك الغضاة وتقدر تقول بلاد قحطان لدينا 2500 طالبه منتظمة ومثلهن مرتين عزفوا عن التعليم السكان في طريب وحدها 22000 نسمة يذهبن بناتنا للكلية العلمية بابها بمسافات تتراوح من 120 الى 200 كلم طرق متعرجة ووعرة بباصات مهترئة يبدأ التحرك الساعة الرابعة فجراً ويعودن الساعة 6 مساءً نخترق ثلاث مدن ونتوقف في 18 إشارة أي عذاب هذا ونحن في مملكة الإنسانية أي جرم اقترفنا ليكون الجزاء اعماء بصائرنا بالجهل وإجبارنا عليه نريد أن نرى العلم نور وحسبنا الله ونعم الوكيل رد الوزير كل شي واضح فذهبت إلى الموظف الذي تناول الورقة فقال لي تفضل يا غالي ومشى أمامي بكل أدب واحترام وفتح لي باب جانبي ثم قال تفضل تفضل فقلت استغفر الله امشي أمامك تفضل أنت فأصر إلا أن أكون أمامه فخرجت مع الباب الذي ضاق براسي فقد انتفخ من تبجيل الموظف لي خرجت من الباب ومشيت خطوات والتفت إلى مرافقي فلم أجده بجانبي فقد أغلق خلف ظهري الباب بهدوء تام وكأنه يقول اذهب فليس لك من الجهل محيص ووجدت بدل موظف الوزير حارس الأمن على الباب فقلت أين ذهب الموظف الخلوق فقال السكرتي ستأتيك رسالة على الجوال بها رقم معاملتك وجهة الإحالة وحتى اليوم لا قعقعة ولا طحينا لكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم =وعلى قدر أهل الكرم تأتي المكارم وتكبر في عين الصغير صغارها =وتصغر في عين العظيم العظائم سأعود مرات ومرات وأنا متوكل على الله الكريم الذي تصغر أمام كرمه المكارم وأمام عظمته العظائم دمتم بخير أخوكم سعد بن كدم (الظور)