نحن ومخرجات التعليم والتطوير المستمر قد يكون العنوان كبيرا ويمثل بوابات لمواضيع كثيرة لا تكفيها صفحة واحدة بل تتعدى إلى صفحات وكتب ومحاضرات ذلك لأن هذا الموضوع تعمل عليه وزارة التربية والتعليم منذ أمد ولا زال العمل مستمرا ولكن في خضم هذا العمل الجبار قد يغيب عن الوزارة أو القائمين على العمل بعض النقاط الصغيرة والتي لها الأثر الكبير في تحسين التعليم وحل بعض المشاكل الموجودة في مدارسنا كواقع ملموس لا يمكن إنكاره أو تجاهله بل إن التغافل عنه من المسببات لتأخرنا عن المواكبة للخطط التي تضعها الوزارة . نعلم أن لكل عمل بيئة خاصة به توافق ظروفه حتى تخرج ثمار ذلك العمل حسب ما خطط لها وهذا من المسلمات التي يجب الإيمان بها لإنجاح أي عمل فلا يمكن أن يتم معالجة الناس في غير المستشفيات والمستوصفات ومن غير المعقول تقديم العلاج لهم في ورش النجارة فلكل من هذه الأماكن رسالة وعمل تؤديه يعود نفعه للناس وكما لهذه الأعمال أماكن مهيأة لإنجاحها فإن للتعليم أماكن يجب العناية بها لتؤدي رسالتها على أكمل وجه . من هذا المنطلق وحسب ما تقتضيه الحاجة وسعي الوزارة لتطوير التعليم بشتى مرافقه يجب عليها إعادة النظر في التصاميم المعمول بها للمدارس والتي تقدم للمقاولين لبناء المدارس وذلك من خلال مسابقة تقوم بها الوزارة وتقدم خلالها جوائز قيمة للمصممين المعماريين والمكاتب الهندسية تقوم على إعادة تصميم المدارس وتقديم التصاميم الهندسية لها بعد إطلاع المهندسين على كافة المشاكل ونقاط الضعف التي لوحظت على التصاميم القديمة من خلال تقارير يتم الرفع بها من قبل إدارات تلك المدارس للجهات المعنية في الوزارة تبين فيها المشاكل التي تعاني منها . وتقوم الوزارة بتكوين لجنة متخصصة وبالتعاون مع أساتذة الهندسة المعمارية في الجامعات السعودية وبالتعاقد مع أحد أكبر المكاتب الهندسية كمستشار هندسي بدراسة تلك التصاميم بعناية فائقة واعتماد الأنسب منه في الفترة القادمة مع الرفع للوزارة عن الملاحظات التي قد تطرأ على تلك التصاميم في المستقبل والتي قد تظهر نتيجة تطور التعليم وأساليبه و المتوافقة لخطط الوزارة وتغير عقليات الطلاب والمفاهيم السائدة بالمجتمع مع الأخذ في الاعتبار قابلية تلك التصاميم للتطوير والتعديل حسب كل مرحلة و ظروفها . فالتصاميم المعمول بها الآن لا تخلوا من نقاط ضعف واضحة كانت السبب في الكثير من المشكلات وكما أنها لم تعد تفي بالغرض مع تزايد أعداد الطلاب بما يضفي على الفصل الهدوء وعلى الطالب بالنفع فكما نعلم أن أكثر المدارس الحكومية في المدن الكبرى تتزاحم فيها أعداد الطلاب في الصف الواحد بما قد يصل إلى أعداد مهولة لا يستطيع المعلم معها إيصال رسالته لهذا الكم الهائل إضافة لعدم تمكن الطالب من الاستيعاب في ضل ذلك التزاحم والوضعية غير المناسبة له داخل الصف إضافة لقصور واضح للإمكانيات والوسائل التعليمية التي تسهل على المعلم إيصال الدرس للطالب وتسهل على الطالب الفهم والتفاعل داخل الحصة. كما تظهر مشاكل داخل تلك المدارس من خلال مشاجرات الطلاب خروجهم من الحصص ووضعيات دورات المياه أكرمكم الله . إضافة لذلك قصور تلك المخططات عن تمكين الهيئة الإدارية داخل المدارس من الإشراف على الفصول ومراقبة سير العمل فيها مما يكون له الدور السلبي على الاستقرار المطلوب داخل تلك المدارس وخصوصا مع الأعباء الملقاة على عاتق المدراء الوكلاء والمدرسين وقصور تلك المخططات عن تمكين المدرسين من استغلال المرافق الموجودة بها والتي تطالب الوزارة من تفعيلها كالمكتبة ومعامل مصادر التعلم والمختبرات والصالات الرياضية وقصورها في إيجاد مساجد داخل المدارس ومطالبة هيئة المدرس باستغلال البهو والصالات الداخلية كمصليات مع العلم أن بعض تلك المباني تحتوي على مدرستين فتستغل إحدى تلك المدارس الصالات الداخلية والأخرى لا توجد بها مصليات مما يوجب على إدارة تلك المدرسة إيجاد حلول مؤقتة لهذا القصور لا يكون بالشكل الذي يمنح الطالب الخشوع والطمأنينة في أداء صلاته . هذا غيض من فيض والموضوع أكبر من ذلك والقصور كبير والمشاكل أكثر ولابد من وضع حلول جذرية لهذه المشاكل وغيرها و كما نعلم أن لكل منطقة من مناطق المملكة ظروفها ومشاكلها فليس من العيب أو الغريب أن يخصص لكل منطقة مخطط لمدارسها ينساب بيئتها وطبيعة طلابها والظروف المناخية بها . أرجو أن أقرأ ردودكم الكريمة ومرائياتكم حول هذا الموضوع فمن هو داخل العاصفة لا يرى المخرج بعكس من هو خارجها .