في عين صاحبي ... رأيت حزنه كقارب متهالك في وسط محيط مظلم ، مجدافه مشاعره المجروحة ، يحاول بقاربه المتهالك أن يصل إلى شاطئ أحلامه وأحلامه أن يكون شاباً قوياً صحياً يتمتع بصحته . آه ...من آلامه المدفونة، فالناس يرونه مسكين ضعيف، فيحنون لحاله، ويتمنون أن لا يكون مثله، ويتضجرون من طلباته إذا كانوا قريبين منه، فيقولون على حد تعبيرهم نسأل الله أن يأخذه رحمةً لحاله، وهؤلاء الناس لا يعلمون، أن منهم من يملك عقلاً لو وزن بهذا العقل بعشرة عقول لرجح ذكاءه وحنكته، ومنهم من يملك عزيمة قوية القلة من الأصحاء من يملكها، ومنهم و منهم يا ليت شعري . وكأني بلسان صاحبي يقول :- لماذا يا ناس، يا أصحاء، لما لا تجعلوا لنا مكاناً في قلوبكم نتمتع بحبكم واهتماماتكم . لماذا أيها الكتَّاب ...لما لا يكون لنا أوفر الحظ والنصيب من أقلامكم. لماذا أيها الأعضاء والمشرفين ...لما لا يكون لنا حيزاً بسيطاً من مواضيعكم ومشاركاتكم. لماذا أيها الوعاظ ...لما لا يكون لنا وقتاً قصيراً من كلماتكم ومحاضراتكم . لماذا أيها الإعلاميون ...لما لا يكون لنا عرضاً بسيطاً من برامجكم و إعلاناتكم. لماذا أيها الفنانون ...لما لا يكون لنا حلقة قصيرة من مسلسلاتكم ومسرحياتكم . لماذا ... لماذا ... لماذا ....؟