الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير بعثه الله بالحق لينير البصائر ويضيء مشعل الحضارة للبشرية بعد أن ظلت قرون طويلة وهي تتخبط في غياهب الجهل والضلال اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين بكلمات يسيرة أود أن ألقي الضوء على موضوع مهم كثر الجدل حوله وهو بالفعل يحتاج إلى النقاش من مشائخ القبائل وعقلاء المجتمع ألا وهو العادات القبلية الموجودة في محيط منطقتنا فأقول وبالله التوفيق بأن هذه العادات وجدت في وقت صعب كان الخوف والتناحر والإقتتال هي السائدة في المجتمع فكان من الضروري أن تضع القبائل عهود ومواثيق وأنظمة تحفظ ما بينهم من حدود ومصالح حتى يعيشوا بسلام ويأمنوا بعضهم فكان من الضرورة بمكان وضع هذه الإتفاقيات والعادات والسلوم اللتي تعد بمثابة مرجعية لهم في حل النزاعات وما شابه ذلك ، ولكن بعد أن قيض الله لهذه البلاد باني نهضتها الحديثة جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وحّد شتات هذه القبائل تحت كيان واحد فجعل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دستورا حكم به وأبنائه البرره من بعده فكان لزاما أن يعاد النظر في هذه العادات التي وللأسف في بعض الأحيان تفسد أكثر مما تصلح ولا أقول هنا بإلغائها نهائياً وإنما تكون في نطاق محدود نأخذ منها ما يناسب ظروفنا المكانية والزمانية وندع مايظر منها جانبا فلم تألوا قيادتنا الرشيدة أيدها الله جهد في توفير كل مامن شأنه أن يؤدي لإستتباب الأمن في بلادنا بل إن بعض الناس في الأونة الأخيرة جعلوها ذريعة لفعل أمور لم تكن موجودة حتى في زمن من وضعوا هذه العادات والسلوم ومن أخطرها وأشدها شناعة الإعتداء على شخص بريء لا ذنب له بحجة النصر أو القضاء يسمى (المعفي) فأقول هنا أما آن لنا أن ندع الإنشغال بهذه الأمور ونحث الخطى في طلب العلم والبحث والتطوير في زمن أضحت فيه المجتمعات الراقية تتنافس في غزوا الفضاء وفي زمن أصبح العالم قرية صغيرة بفعل وسائل التقنية الحديثة مثل الإنترنت . ماالذي ينقصنا لنبدع ونخترع ونطور ونرتقي بأمتنا لمصاف الأمم المتقدمة؟ هذا سؤال يحتاج منا جميعا إعادة النظر في أنفسنا وفي مجتمعاتنا ثم الإجابة عليه. بقلم تركي بن محمد آل كدم