مهما بلغت ثقتنا بحكم المباراة، وبغض النظر عن قدرته على المتابعة بالإضافة إلى التعاون بينه وبين مساعديه، يظل الخطأ وارداً في القرارات يتخذها الحكم في جزء من الثانية وسط زحام الأجساد وارتداد الكرة بين الأقدام، ناهيك عن زاوية الرؤية التي يستخدمها الحكم كخط الدفاع الأول عن أخطائه. ولو كنا نؤمن فعلياً بأن “أخطاء الحكم جزء من اللعبة” لما احتجت لكتابة هذا المقال لتكرار طرح هذه الفكرة. بدأت هذه الأيام أهم مسابقات كرة القدم المحلية والدولية، وسيتخلل تلك المباريات الكثير من الأخطاء التحكيمية التي تؤثر بشكل مباشر على نتيجة المباراة، ولعلي أحصر الفكرة في ثلاثة قرارات (الهدف وضربة الجزاء والطرد)، والفكرة التي طرحتها على “بلاتر” بنفسه في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في بوينس آيرس بالأرجنتين قبل عشر سنوات، أكررها اليوم مطالباً بإعطاء كابتن الفريق الحق في مراجعة قرارين فقط في المباراة من خلال إعادة اللقطة عبر جهاز على طاولة الحكم الرابع. إن هذا الإجراء سيحقق عدداً من الأهداف، أولها أن الحكم سيكون أكثر حرصاً عند اتخاذ قراراته طالما يعرف أن هناك إعادة فورية للحالة الحاسمة، وثانيها أن الفريقين والجماهير سيشعرون بثقة أكثر لأن القرار سيكون صحيحاً أو سيتم تغييره، وثالثها الاستفادة من التقنية الحديثة لضمان العدالة، ورابعها جذب الاستثمارات، حيث لن يعصف قرار خاطئ بمخططات الفريق الذي أنفق الغالي والنفيس، وهناك أهداف أخرى أترك لفطنة القارئ تحديدها. لقد تغيرت كرة القدم وأصبحت صناعة ينفق عليها المليارات وتجلب مليارات أكثر، وليس من المنطق أن تعصف بها صافرة حكم قد تحجب عنه الرؤية، والأدلة أكثر من أن يحتويها المقال، وقد بدأت رياضات أخرى كالتنس والهوكي وغيرها باستخدام التقنية للتأكد من صحة قرارات التحكيم، وقد آن الأوان لكرة القدم أن تستخدم التقنية لقطع الشك باليقين. تغريدة – twitter: لقطع الشك باليقين حيال رؤية الهلال، لماذا لايخرج مرصد متخصص مجهز بأحدث التلسكوبات مع فريق المحتسبين الذين نثق في أمانتهم، وحين يحددون موقع الهلال في السماء، يوجه له التلسكوب الحديث ويتم تقريبه مليون مرة وتصويره بوضوح ليعرض على المشاهدين مع إعلان بيان الديوان الملكي، وبذلك نقطع الطريق على المشككين ونقطع الشك باليقين.. وعلى منصات اليقين نلتقي.