من المحتمل أن تحول عقوبة ايقاف القطري محمد بن همام مدى الحياة، عن ممارسة اي نشاط متعلق بكرة القدم دون اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي للعبة والمقرر يوم الجمعة المقبل، إلى منصة للمرشحين المحتملين لخوض المنافسة على منصب رئيس الاتحاد الذي بات شاغرا. ويعتزم بن همام الذي تولى منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي منذ العام 2002، التقدم باستئناف ضد حكم لجنة القيم التابعة للاتحاد الدولي "فيفا"، والتي قضت اول من أمس بضلوع القطري البالغ من العمر 62 عاما، في محاولة شراء اصوات في حملته الفاشلة للاطاحة بسيب بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي في حزيران (يونيو) الماضي. وتولى الصيني تشانج جيلونج - وهو نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكنه ليس عضوا في اللجنة التنفيذية التابعة للفيفا صاحبة السلطة القوية، مسؤولية رئاسة الاتحاد الآسيوي بشكل مؤقت منذ ايقاف بن همام مبدئيا في نهاية أيار (مايو) الماضي. وقال تشانج في بيان أمس الاحد ان الاتحاد الآسيوي يجب ان يظل موحدا عقب تلك الواقعة، والتي جاءت بعد اكتشاف عدد من فضائح التلاعب في نتائج المباريات التي طالت عددا من الاتحادات الاعضاء في الاتحاد البالغ عددها 46. واضاف "ادرك في ظل تولي منصب القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي الحاجة الملحة لتوفير قيادة قوية تعمل عن قرب مع الاتحادات الاعضاء من اجل ايجاد مناخ من الثقة". وتابع تشانج مستخدما عبارات قريبة الشبه للغاية من تلك التي استخدمها بن همام، عندما عرض لبيانه في آذار (مارس) الماضي قبل خوض انتخابات رئاسة الفيفا "اثناء فترة رئاستي المؤقتة وعدت بأن الاتحاد الآسيوي سيدير شؤون كرة القدم على مستوى القارة بشفافية وعدالة وانسجام كامل". وجاءت تعليقات تشانج بتوفير الدعم لدول مثل كوريا الجنوبية -التي هوت في فضيحة تلاعب بنتائج مباريات ادت الى القبض على عدد من اللاعبين في الدوري الكوري الجنوبي لكرة القدم - بعيدة تماما عن الموقف المتحفظ الذي اتخذه عندما ناقش الموقف مع رويترز الشهر الماضي. وكان تشانج يعتقد وقتها أنه يجب ترك دول مثل كوريا الجنوبية والصين وماليزيا تصارع بنفسها من أجل التخلص من مشكلاتها إلا أنه وعقب ايقاف بن همام من قبل الفيفا فإن تعهد تشانج يمكن ان ينظر اليه كبيان انتخابي له. وتتمثل المشكلة بالنسبة لتشانج في أنه لا يمتلك الشعبية الكافية بين الدول الاعضاء بالاتحاد الاسيوي اذا ما اختار خوض سباق الرئاسة. وبينما شغل تشانج المنصب بشكل مؤقت نظرا لموقعه كأكبر الاعضاء سنا في الاتحاد الآسيوي، فانه فشل في نيل مقعد في اللجنة التنفيذية التابعة للفيفا في كانون الثاني (يناير) الماضي بعد خسارته في السباق على منصبين. والشخصيتان اللتان تغلبتا على تشانج في انتخابات الاتحاد الآسيوي التي اقيمت في قطر في وقت سابق هذا العام، هما التايلاندي وراوي ماكودي والسريلانكي مانيلال فرناندو، واللذان رافقا بن همام في الرحلة المشؤومة الى ترينيداد حيث يزعم انه قدم رشى لمسؤولين هناك. والمسؤول التايلاندي عضو في الاتحاد الآسيوي منذ فترة طويلة وانضم الى اللجنة التنفيذية بالفيفا منذ العام 1997 الا انه اضطر للتصدي للمزاعم بأنه طلب رشى من انجلترا في مقابل صوته في الصراع على استضافة كأس العالم 2018. وبرأ الاتحاد الدولي للعبة التايلاندي وراوي - والذي احتفظ بسلطاته في بلاده، على الرغم من الاحتجاجات المتعددة من قبل الجماهير التي طالبت باستقالته، بسبب الأداء السيئ للمنتخب الوطني - من تلك الادعاءات الا ان الخبرة ربما تقنعه بالبقاء بعيدا. ويخوض فرناندو الذي يتسم بالصراحة ثالث فترة له كعضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي عقب انضمامه اليها للمرة الاولى في العام 1979، وقد تولى العديد من المناصب داخل الاتحاد قبل ان يصبح نائبا للرئيس. وربما يجد الاثنان إغراء في خوض انتخابات الرئاسة عقب عملهما في الاتحاد الآسيوي لفترة طويلة، ومن المحتمل بشكل كبير ان يعول الاثنان على دعم حلفاء بن همام داخل الاتحاد في حال دعم القطري لهما. ومع ذلك فإنه وفي ظل حديث بن همام الواثق عن فوزه في الاستئناف الذي سيقدمه امام محكمة التحكيم الرياضية، فان الاثنين يحتمل ان ينتظرا لرؤية ما اذا كان هناك اي تحول في مسار قضية بن همام. ومن بين المرشحين المحتملين لشغل المنصب يأتي الامير علي بن الحسين، الذي فاز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي على حساب الكوري الجنوبي تشونج مونج جون في كانون الثاني (يناير) الماضي. واستطاع الأمير علي ان يحظى بدعم كافة الدول العربية الاعضاء في الاتحاد الآسيوي بعيدا عن بن همام، الذي كان يدعم تشونج في انتخابات الاتحاد الآسيوي، ناهيك عن دعم سيب بلاتر الاكثر اهمية. وقال الشيخ احمد الفهد الصباح الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم في تصريحات له في ذلك الوقت "يمكنني أن أعلن أن الاعضاء الخمسة والعشرين الذين صوتوا للأمير علي اليوم، سيصوتون للرئيس بلاتر في مؤتمر الفيفا"، مؤكدا على اتحاد بلاتر مع دول الخليج. وفي حال اتفاق دول الخليج وبلاتر على مرشح واحد فإن أصواتهم اضافة الى قدرتهم في التأثير على جيرانهم، ستكون كافية لانتخاب رئيس جديد يتوافق معهم مواصلا تحول ميزان القوى في الكرة الآسيوية من الشرق الى الغرب. (رويترز)