بدأ العد التنازلي لانطلاق النسخة الثالثة من رالي داكار السعودية 2022، أكبر التحديات في عالم رياضة السيارات والرالي الأعرق، حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق لانطلاق النسخة 44 من رالي داكار الدولي بعد أقل من 3 أشهر والذي تستضيفه المملكة للمرة الثالثة على التوالي خلال الفترة من 2 وحتى 14 يناير 2022. وبهذه المناسبة، أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، تواصل كافة الاستعدادات لضمان تكامل التحضيرات والالتزام بالبرنامج التنظيمي المعتمد، لدعم الخطط الموضوعة لتقديم نسخة نموذجية من كافة الجوانب بما يواكب مكانة المملكة المرموقة عالمياً ومسيرتها الريادية، وكتابة قصة نجاح سعودية جديدة، وذلك تجسيداً لرؤية مولاي، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، وترجمة الدعم الغير محدود من سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وثقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، وبما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيراً سموه على أهمية مواصلة العمل التنظيمي للمراحل المتبقية بوتيرة عالية وعطاءات كبيرة من أجل الوصول لانطلاقة البداية بصورة مميزة ومبهرة. وقال سموه: "شهدت الفترة الماضية استعدادات مكثفة لضمان استمرار وتيرة الأعمال التحضيرية بأعلى المستويات من أجل تخطي التكامل التنظيمي لمرحلة الإبهار والتميز كما تعودنا في الفعاليات الكبرى التي تستضيفها المملكة، ونتطلع لجعل الحدث استثنائياً بما يواكب تاريخ الرالي العريق، والنجاح الذي سجلته المملكة في نسختيه السابقتين، والبناء على هذه المكتسبات لنؤكد للعالم مرة جديدة الحضارة والجمال التي تتميز بهما المملكة، فيما تتجه أنظار الملايين نحو المملكة مع انطلاق الرالي بعد أقل من 3 أشهر من الآن". وتبرز النسخة 44 من الرالي بمسار جديد كلياً يتخلله العديد المناطق التي تضم مختلف أنواع التضاريس، حيث سيخوض المتنافسون تحديات جديدة بعد إجراء العديد من التغييرات الجذرية على المسار، والتي من شأنها رفع مستوى التشويق والإثارة وإضافة تحديات غامضة أمام السائقين القادمين إلى المملكة في أواخر ديسمبر وأوائل يناير، حيث سينطلقون من منطقة حائل، متجهين إلى العاصمة السعودية الرياض للاستمتاع بيوم واحد للراحة، قبل مواصلة تحديهم لتضاريس المملكة وكثبانها الرملية المليئة بالخبايا ليحطّوا رحالهم في عروس البحر الأحمر، مدينة جدة إيذاناً بنهاية الرالي، وذلك مروراً بأروع المناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة. ووفقاً للخطة الموضوعة، ستجتمع قوافل المشاركين من مختلف أنحاء العالم في ميناء مرسيليا الفرنسي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط مع بداية شهر ديسمبر المقبل، قبل الإبحار نحو ميناء جدة، حيث سيتم إنزال المركبات عن أسطح السفن يومي 27 و28 من الشهر نفسه، وفي تلك الأثناء، يجري العمل على قدم وساق لوضع اللمسات الأخيرة على المسار وتجهيزه بالمعدات التقنية اللازمة لقياس التوقيتات وتفقد نقاط المرور والمراقبة في المراحل الأولى في صحراء حائل. وبعد التأكد من إتمام كافة المهام اللوجستية، يتحول التركيز نحو المنافسات على أرض الواقع، حيث يشرع المشاركون في وضع لمساتهم الأخيرة وضبط معايير سياراتهم وشاحناتهم ودراجاتهم، للوصول للصيغة الأمثل لخوض مراحل الرالي الأولى في صحراء الربع الخالي. منافسات ضارية ويتوقع عشاق رالي داكار منافسات ضارية في مختلف الفئات، حيث أعدت جميع الفرق والمشاركين العدة لإشعال نار المنافسة والاستعداد لخوض غمار رحلة جامحة في قلب صحراء السعودية وتحدي خبايا تضاريسها وكثبانها الرملية، لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة في الرالي الأصعب والأعرق في العالم. وتشهد فئة الدراجات النارية منافسة حامية الوطيس، حيث تسعى "كيه تي أم" للعودة إلى عرشها المفضل في صدارة فئة الدراجات النارية، بعد سيطرة دامت 18 عاماً متتالياً خلال الفترة بين 2001 و2019، وعدم نجاحها في تحدي الرمال السعودية واستعادة اللقب المفقود خلال آخر نسختين، حيث تمكنت هوندا من الصمود للعام الثاني على التوالي وسجلت الفوز في رالي داكار السعودية 2021 عبر الدراج الأرجنتيني كيفن بينيفاديس. ويسعى الفرنسي ستيفان بيتيرهانسل، والملقب ب "السيد داكار" إلى تأكيد أسطورته الحية، حيث أصبح صاحب ال 56 عاماً مخضرماً في الرالي الأعرق في العالم وعزز معرفته بخبايا صحراء المملكة، لا سيما مع اعتلائه منصة التتويج في النسخة الأولى لرالي داكار السعودية في فئة السيارات وحفاظه على لقبه العام الماضي أيضاً، محطماً رقمه القياسي العالمي في عدد مرات الفوز بالرالي إلى 14 لقباً، منها 8 ألقاب في فئة السيارات و6 في فئة الدراجات. وتواصل فئة المركبات الخفيفة "سايد باي سايد" استقطاب المزيد من المشاركين، لا سيما مع كلفتها المقبولة نسبياً مقارنةً بباقي الفئات. وتستحوذ هذه الفئة حالياً على اهتمام أبرز الصانعين والفرق العالمية، ليكون الرالي مسرحاً لاستعراض عضلاتهم واستغلالها في الترويج لمركباتهم في جميع أرجاء العالم، وهي الفئة التي حصد لقبها العام الماضي للتشيلي العنيد فرانشيسكو لوبيز كونتاردو. وفي فئة الشاحنات، فلم يبد الفريق الروسي "كاماز ماستر" أي شفقة تجاه منافسيه واحتكر منصة التتويج للرالي العام الماضي، مسجلاً الفوز بالمركز الأول عبر السائق دميتري سوتنيكوف، والذي اعتلى منصات التتويج في مناسبتين أخريين عامي 2017 و2019، والذي ينافس بضراوة على مراكز الصدارة في مشاركاته بالرالي. كما تعود فئة "داكار كلاسيك" للعام الثاني على التوالي لبث الروح من جديد في العديد من السيارات والشاحنات التي سطرت اسماً في التاريخ سواءً خلال رالي داكار العريق وتاريخه الممتد لأكثر من أربعين عاماً، أو في السباقات الدولية الأخرى، لخوض هذا التحدي على أرض المملكة بسيارات وشاحنات صُنعت ما قبل عام 2000، والانغماس في أجواء الراليات الصحراوية عبر تجربة فريدة لاستكشاف التضاريس السعودية خلف عجلة قيادة سيارات وشاحنات عريقة، أو سياراتٍ حديثة الصنع، لكن بمواصفات اعتُمدت في القرن الماضي. وفيما تعد صفحات التاريخ والنتائج السابقة مرجعاً مهماً لرسم صورة تخيلية عما تخبئه المنافسات في رالي داكار السعودية 2022، إلا أن الحسابات تختلف بشكل قاطع على أرض الواقع، ما يطرح العديد من التساؤلات بين عموم جمهور رالي داكار حول العالم، والتي بدورها تشعل حماس الجمهور وترفع مستويات الأدرينالين في عروقهم قبل الانطلاق المرتقب للسباق الأكبر عالمياً. فهل ستتمكن "كيه تي أم" من روي عطشها والعودة إلى نغمة الانتصارات؟ وهل من قادر على مقارعة سيطرة "كان-آم" المطلقة على منصة التتويج في الأعوام الثلاثة الماضية في فئة المركبات الخفيفة؟ وبعد منح القوانين الأفضلية المُطلقة للسيارات رُباعية الدفع للتنافس بين بعضها البعض حصراً على لقب الفئة الأولى في السيارات، هل ستتمكن تويوتا من فرض كلمتها أم ستقارعها سيارات الميني رُباعية الدفع؟ وكيف ستبدو صورة المعركة المتجددة في فئة داكار كلاسيك؟ هل بإمكان "ماز" أو إيفيكو" التصدي للفريق الروسي "كاماز"؟ تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة مع هذا النوع من الراليات، خاصة مع التعديلات التي أجراها منظمو النسخة الثالثة من رالي داكار السعودية 2022، حيث ننتظر بفارغ الصبر أجوبة لكل هذه الأسئلة، مع انطلاق فعاليات الرالي يوم 2 يناير المقبل مع توقف قصير للراحة يوم 8 يناير في الرياض، قبل التوجه نحو شواطئ البحر الأحمر، حيث سيعبر المشاركون خط النهاية في جدة يوم 14 يناير المقبل، بعد اجتياز 12 مرحلة وأكثر من 9000 كلم.