منَ الحقائق الثابتة أن الأمّةَ الإسلامية هي آخرُ الأمم لها من خصائصَ عظيمةٍ, وسِمات ٍ بارزةٍ كثيرة دُون سائر الأمم السابقة, فهي أمَّة وسَط تأمر بالمعروف ,و تَنهى عنِ المنكر ,قال تعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ), آل عِمرانَ, وقال جلّ جَلالُه:( وَ كَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) ,البَقَرة. و أرسَلَ الله إليها خاتم الرسل و سيِّدَ الأنبياء والمرسلين محمدًا صلّى الله عليه وسلم- و أنزل الله عليه الدِّينَ القويم الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين دِينًا قِيَمًا أنزله الله على الهادي البشير , و السراج المنير محمدٍ صلى الله عليه و سلم دِينًا صالحًا لكل زمان و مكان , به أنقذ أمَّته من دياجير الكُفر و الطغيان , و جَور المذاهب و الأديان , و أنقذً الله به أمّتَه منَ الضلالة إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور ، و جاء بهدًى و خير عظيم ونُور وبرهان مبِين, و هدَاها إلى الطريق المستقيم ,والمنهج القويم, وأسبَغَ عليها نعمة الأمن والأمان , وفَتَح عليها برَكاتِ الأرض والسماء، حيث دعا إبراهيمُ عليه السلام لذُرّيّتِه قال اللهُ تعالى:( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ *رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم.