"على بداية الدرب، هناك.. المهمة الأغلى"، هذا ما واجه المهاجم الفذ محيسن الجمعان عند المنعطف الأول من مشواره الكروي، إذ منحه المدرب الوطني خليل الزياني الثقة الكاملة في مهمة الانقضاض على لقب "أمم آسيا"، وهو الأصغر سنًا بين زملاءه، فمهمة نيل اللقب تبدو شاقة، وفرص حجز مكانًا أساسيًا بين عمالقة الكرة السعودية قد تكون أكثر صعوبة. "الجناح الطائر" والقادم بسرعة الصاروخ كان الورقة الرابحة للزياني آنذاك، عندما راهن على الجمعان وهو لم يكمل عامه ال17، وهو الأمر الذي كان بمثابة التحدي للمدرب الوطني الذي حضر خلفًا للبرازيلي زاغالو، وفرصة تاريخية للجمعان للمساهمة في تفوق "أخضر" يعبر "المحيط" إلى "القارة". الأفراح خيمت على أسرة محيسن الجمعان ومحيطه كاملًا بعد نبأ انضمامه إلى المنتخب الوطني، يقول محيسن:" أن تنال شرف تمثيل المنتخب ليس أمرًا عاديًا حينها، تقام الأفراح، ويحتفى باللاعب الملتحق ب"الأخضر"، فالمهمة وطنية ومسؤوليتها مضاعفة، شعرت منذ أول اتصال بلغني أنني سأترك بصمتي في بطولة آسيا، وحدث ذلك بفضل من الله ثم المدرب وزملائي اللاعبين". الفتى الموهوب خطف أبصار الزياني في تصفيات أولمبياد لوس أنجلوس 1984 هناك في سنغافورة، وصوبت سرعته وأهدافه العيون نحو مهارته، وعلى إثر ذلك نال جائزة أفضل لاعب في مشوار التصفيات بعد مشاركته الفعالة في بلوغ المنتخب السعودي الأولمبي الحدث العالمي في لوس أنجلوس. بعد حين تسلم الجمعان قميص المنتخب السعودي "الأول" هذه المرة، بقرار من الزياني ليمسي أفضل لاعب في تصفيات الأولمبياد ضمن "الصفوة" الذين سيدافعون عن "الصقور" ويقارعون عمالقة الكرة الآسيوية، أيضاً في سنغافورة التي ما تزال ملاعبها في ذاكرة الجمعان، بإحرازه 5 أهداف منها هدفين في شباك الكويت. اللقاء في ملعب كالانغ في سنغافورة ضد المنتخب الكويتي، الميدان والمنافس يتكرران، والتاريخ يتغير، هذه المرة ال11 من ديسمبر لعام 1984 هو الموعد لمواجهة المنتخب السعودي بالكويت في بطولة كأس أمم آسيا، ولم تغادر حتى تلك اللحظة ذكريات مواجهة الكويت في تصفيات أولمبياد لوس انجلوس 1984 من ذاكرة محيسن عندما سجل هدفين في المباراة التي انتهت خضراء بأربعة أهداف في مقابل هدف. شباك الكويت ومحيسن الجمعان، علاقة وطيدة احتضنها ملعب كالانغ في سنغافورة، إذ نجح ابن ال17 ربيعًا في التسجيل على منتخب الكويت حامل لقب البطولة. تسديدة صاروخية سكنت شباك الكويت، قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها بدقيقتين فقط، ليقود الجمعان "الأخضر" في ذلك النزال للفوز بهدف وحيد، ويصعد "الصقور" عن مجموعته متصدرًا، ويتمكن بعد ذلك "الأخضر" في حياكة مجد لا يتوارى عن الذاكرة بالفوز بلقب البطولة لأول مرة في مسيرته. يعود "الكوبرا" بالذاكرة نحو مواجهة الكويت، ويضيف:" كانت مباراة صعبة، الانتصار فيها سيمنحنا بطاقة الصعود، كنت حاضرًا ذهنيًا، ونجحت في تسجيل الهدف الغالي في شباك منتخب عملاق على مستوى القارة، وحامل اللقب، لن أنسى تلك اللحظات الرائعة".