ما إن بدأ نادي الوحدة تعاقداته مع اللاعبين الأجانب، حتى انطلقت هالة إعلامية كبيرة مصاحبة لتلك التعاقدات، وازدادت وتيرتها بعد إعلان النادي عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) عن مسابقة بهذه المناسبة، هذه الهالة الإعلامية صنعت للفريق صورة ذهنية إيجابية، إذ أن الجميع تقريباً باتوا يتحدثون عن فريق قوي سينافس على أغلب البطولات خلال الموسم. تلك الصورة الذهنية التي صنعتها الهالة الإعلامية للفريق الوحداوي، جعلت له هيبة في نفوس الفرق الأخرى، أثرت على طريقة لعبهم أمامه، لكن الفريق الوحداوي في المقابل لم يستطع أن يكرس لتلك الصورة الذهنية لدى منافسيه، حينما راح يُقدم عرضاً كروياً عادياً لا يتوافق وتلك الصورة الذهنية المرعبة التي صنعتها له الهالة الإعلامية. تلك الصورة الذهنية كاد الفريق أن يعلن عنها بصورة رسمية من خلال مباراته مع فريق الاتحاد في جدة، إذ أن الاتحاد نزل أرض النزال مهزوماً قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية، ولا أدل على ذلك من استسلامه في الربع ساعة الأولى وارتباكه في تلك الدقائق التي لو استغلها الفريق الوحداوي لخرج من تلك المباراة جلاداً مرعباً، ولأعلن عن قدومه القوي، ولكن لا أدري من أخبر مدرب الفريق ( فابيو كاريلي ) عن التنافس التقليدي التاريخي بين الوحدة والاتحاد، مما جعله يلعب بحذرٍ شديد، رغم أن الفريق كان منتشياً بفوزه برباعية في مرمي الرائد قبل ثلاثة أيامٍ فقط من مباراة الاتحاد!!!. للأسف الشديد فالفريق الوحداوي حتى الآن يفتقد لهيبة وشخصية الفريق القوي المنافس، وأن تلك الصورة الذهنية التي صنعتها له الهالة الإعلامية سرعان ما ستزول وتتجرأ عليه حتى فرق القاع، لذا لابد من تكريس تلك الصورة وإبقائها بإحداث تغييرات جديرة بإعادة توازن الفريق ورشاقته ليقدم ما يوازي قوة عناصره الفردية، وظهور هيبة الفريق القوي المنافس الذي يُحسب له ألف حساب. وأخيراً! أتمنى أن يُقدم الفريق الوحداوي ما يوازي تلك الصورة الإيجابية التي صنعها له الإعلام، ويُظهر قوته الحقيقية بدءاً من الجولة القادمة، بعد معالجة أخطاء الجولات الخمس الماضية، فالدوري هذا الموسم أقوى مما توقع الجميع، وما تذيل الاتحاد لترتيبه، وعدم قدرته على الخروج من قاعه السحيق إلا دليل قوته. همسة: القوة تجلب الهيبة، والهيبة تؤثر على نفسيات الحُكّام والمنافسين، وهذا ما يجلب البطولات.