بمجرد أن اطلق سعد الكثيري صافرته , اتصل بي صديقي النصراوي سامي وقال لي : هل تظن أن الحكم سيبادر للاعتذار للنصراويين كما فعل بعد ضربة الجزاء التي اعتذر فيها للهلاليين ؟ . ولم استطع الاّ أن اطلق ضحكة مجلجلة وقلت له إن كنت تظن أن اعتذاره للهلاليين بسبب صحوة ضمير فعليك أن تذهب الآن للجسر المعلق كي تشاهد الكثيري يلقي بنفسه في سحيق ذلك الوادي كي يغفر لنفسه ما فعله بالنصر . لا يا صديقي , الكثيري لا يطلق صافرته بناء على عدالة ونزاهة وحراك ضمير , إنما هو منفذ حرفي لقانون تسيره اللجان وتتحكم في قراراته دهاليز الاعلام . ففي الوقت الذي سهر النصراويون طويلاً في اعداد بيان الشكوى الليلية المتكررة والمحقة , نام الكثيري قرير العين وهو يعلم أن الف صوت اعلامي سيدافع عنه في الفضائيات وأن اعداداً أخرى ستبحث في نقل دوليته من الصالات وايصاله إلى كأس العالم والنهائيات . سيصحو في اليوم التالي ليستعرض الصحف التي تمجد شجاعته وجرأته بعدما منح النصراويين خمس ضربات جزاء فضلاً عن هدف تم الغاءه بدون أن يسأل عينه إن كانت رأت ما يوجب نقض ذلك الهدف. تسابق محموم وتنافس عاصف ليس فقط بين عناترة لجنة الحكام ولكن بين لجان الاتحاد السعودي ككل على أى تلك اللجان اقدر على ايقاع اكبر ظلم للنصر . فمع معرفة الرضى الاعلامى الواسع الذى تجده تلك اللجان وهؤلاء الافراد فى كل مرة يظلم النصر , اصبحت اللجان جماعات وافراد تتسابق على نيل المديح الصحفى والثناء الاعلامى ، كيف لا وهذا المديح الاعلامى هو الطريق الوحيد لتجديد عضويتهم فى تلك اللجان بكل مميزاتها . هل اتهم النصراويين بقصر النظر حين تركوا ولعقود عديدة تلك اللجان مسرحاً لكل الميول الا الميل لناديهم ؟ هل اتهم الادارات النصراوية المتعاقبة بالنرجسية التى تدفعهم لمحاربة انشاء اعلام نصراوى لكل الكيان حتى لاتذهب الاضواء الاعلامية عن اشخاصهم ؟ هل ابالغ إن قلت أن النصراويين ينظرون إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب كمدينة فاضلة وأن السوسة الكبرى هو افلاطونها ؟ . فى لجان الاتحاد الهلامى لجان سيادية تتحكم بمصائر الفرق والبطولات (التحكيم والاحتراف والانضباط والمسابقات والفنية) لا يوجد فيها عضو نصراوى واحد , وللترضية يوجد اسماء هامشية فى الاخلاق أو ما يسمى بلجان (كمالة العدد) . على النصراويين أن يؤمنوا بأن واقع منافساتنا الكروية يخالطه كثير من التعصب التنفيذى الموجود فى اشخاص تم اعطاءهم ثقة المنصب قبل التأكد من مهنية اعمالهم . اما قضية النصر الذى يسير بدون اعلام يدعم مواقفه ويرهب القافزين على جداره فهى بكل اسف عار على كل نصراوى أنه لا يقدر قيمة الاعلام واهميته فى عصرنا هذا . لجان الاتحاد السعودى ليست كلها زرقاء ولكن الهيمنة الاعلامية تفرض على هؤلاء المحايدين السير فى ركاب المتعصبين والا فسلاح الاعلام سيروضهم بالعصا والجزرة على الطريقة الامريكية , فهناك جانب العصا لمن خالفهم من خلال النقد الصريح والفضائح الاعلامية والتشكيك المهنى حتى يتم اقصاءه عن منصبه كما فعل برئيس لجنة الانضباط ونائبه , خصوصاً وأن القيادة الرياضية مستمع جيد وقارىء مثابر لكل حرف تسطره تلك اللوبيات الاعلامية وهناك الجزرة التى يقدمها هذا الاعلام لكل عضو متعاون يصادق على قرارات وتوجهات اللون الواحد ويحسن من صورته الاعلامية وانجازاته الرياضية حتى يجد نفسه يرتقى شيئاً فشيئاً داخل اروقة تلك اللجان ومناصب اتحادنا المشلول فكرياً . فيصل بن تركى اتم دراساته العليا فى امريكا حيث توجد جالية يهودية تعدادها لا يتجاوز 2% من الشعب فيما هذه الجالية تسيطر على جميع مظاهر الحياة وتشكيل الرأى العام بعد أن تملكت 90% من الوكالات الاخبارية والاستديوهات السينمائية والمؤسسات الصحفية , اليوم لا يوجد امريكى واحد يجرؤ على انتقاد اليهود بسبب تلك السيطرة الاعلامية . اقول هذا لكحيلان وهو يعرف صدق ما اقول فهل سيتحرك لتأسيس جبهة اعلامية واسعة ومتنفذة تحمى هذا الكيان المظلوم ؟ أم سنظل تحت شدة نفوذ وتأثير صحيفتى ريا وسكينة ومخرجات مستنقعيهما ؟!!!!. هل سأل كحيلان نفسه كيف يحمى انتصاراته فى الميدان من غدر اللجان ونوايا الحكام ودسائس الإعلام ؟ وهل أدرك حاجته إلى إعلام يدعمه ويؤيد وجهة نظره ؟ وهل أدرك أيضاً ضرورة وجود اعضاء فى اللجان يمثلون رأيه ويحافظون على حقوقه ؟ وهل يظن نفسه قادر لوحده على مواجهة تسونامى التكاتف اللجانى الإعلامى الأزرق ؟ وفى ظل تشكيك الإعلام الأعور لتاريخ النصر وبطولاته والقابه ونجوميته ووحدة صفه وكرامة اعضاء شرفه , ماهو السبيل إلى مواجهته ؟ وهل يستطيع أن يأتمن تلك اللجان على حقوقة فى الانتقالات وجداول المسابقات وانزال العقوبات ونقل المباريات ونوايا من هم للملاعب قضاة , وبالأخص إذا علمنا أن تلك اللجان لا تنظر لحقه العادل بل تتماهى مع سطوة إعلام خصمه الطائل ؟ ويبقى السؤال الأهم: هل يستطيع كحيلان فعل أى شىء لضمان حقوقه خارج الميدان قبل داخله؟ - بكل امانة وموضوعية .. من يدير رياضتنا ؟ مقر شارع الجامعة بنزاهته المخادعة وعدالته المفقودة ؟ أم حى الصحافة بميولها الوقحة والفاضحة ؟