عجيب جداً شأن فريق النصر للمتابع البعيد او المتابع الجديد ولكن المتابع والمشجع القديم يعرف جيداً هذا الحال النصراوي عندما يتكرر موال السقوط ! ، فالنصر لديه متلازمة " داون" ، ولا اقصد المرض المعروف ( شفى الله كل مصاب ) ، ولكن اقصد ان هناك ايادي تستمتع بشدّ الفريق للاسفل وتزداد في ظهورها عند وصول الفريق الى المنصات ، تأتي هذه الايادي من كل طرف ومن كل هوية وأكثرها تحت هوية " المحبين " ! – " قلت لكم " ! ، هذه الكلمة الموثقة للاعلام الأصفر طوال التاريخ النصراوي ولكنها ظهرت بشكل اكبر مع التطور الإعلامي الحالي ، في النصر لا يمكن ان يتوحد " الاغلب" وليس الكل .. حول رجل واحد ، لابد ان يتعدد الرجال ويتعدد الباحثين عن الشهرة والاضواء لمشاركة النصر ، الكل يريد ان يصبح صاحب رأي مسموع ، والاشكالية ان كل هؤلاء يتحججون بحب الكيان ، اما ان يسير الكيان على هوى الأشخاص او يصبح وجهة التقليل ومرمى للاحقاد ، ان فاز الفريق تسابقوا للحصول على جزء في منطقة الأضواء بحكم انهم نصراويين ، وان تعثر الفريق يزيدون تعثره بنقدهم لكل شيء من مبدأ "نحن قلنا لكم " ! ، لا شيء يخسرونه ، منشار رابح في الاتجاهين ، الخاسر والمتآكل هو الكيان فقط ! ، يقول المتنبي : "عدوك من صديقك مستفادٌ …فلا تستكثرن من الصحاب .. فإن الداء أكثر ما تراه … يحول من الطعام أو الشراب ! " وداء النصر للأسف في طعامه وشرابه ، داء النصر في كثرة اعلامه الذي كان قبل ثورة الاعلام الجديد كثرة تحت الأضواء لا فائدة فيه ، وبعد الاعلام الجديد اصبح مثل الهم على القلب ! ، هنا اساس تذبذب النصر ! – انتقلت هذه الذبابات القوية الى الإدارة والتعامل مع اللاعبين والمدربين والاداريين ، اقالات ومحابات وعزل وتأخير رواتب ، تصاريح وخروج خارج الملعب ! ، الإدارة يجب ان تركز على الملعب اولاً واخيراً ولا تخرج منه الا في اضيق الظروف ، ولنا مثال في تصريح الأمير عبدالله بن سعد رئيس الهلال خرج بتصريح واحد يقول فيه " ان اعلام الهلال ضعيف " ، ثم تفرغ بعدها للفريق وتغيّر كل شيء ، حتى تحقيق البطولة . الهدوء دائماً هو سر النجاح وهو ماحقق دوري 2014 و2015 بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ، مع أي ضجيج يتأرجح العمل ويصعب السيطرة عليه لأن الجميع يريد المشاركة وابداء الرأي ، وهذا ماحصل بالضبط في عام 2016 الى المركز الثامن ، وعندما عاد الهدوء في مطلع موسم 2017 وكان الفريق يسير بطريق سليم ، حتى عاد الضجيج وضاع الفريق ! – الجمهور تفرغ للانتقاد مع هذا الضجيج حول الفريق ، فزاد من مستوى الضجيج فالكل انضمن لفرقة " انا قلت لكم " ، فمنذ بداية عام 2015 والفريق ينافس على البطولة انسحب نصف جماهير 2014 مالسبب ؟ الله اعلم .. الفريق يسير في طريق البطولة والجمهور يسير في طريق الابتعاد ، وظل نقد الفريق رغم تحقيق بطولة الدوري ، ومع اول سقوط في موسم 2016 طالب الكثير بمقاطعة المدرجات وكأنهم قد ملئوها في العام السابق والفريق بطل ! ، واكملوا السيناريو الحزين هذا الموسم !! – كل ماسبق ليس له أي قيمة مادية في التأثير على نتائج المباريات او تحقيق البطولات ، ربما يكون له تأثير نفسي ولكن الرأي بعد الله .. لدى اللاعبين ، فاللاعبون هم النقطة الأهم ومحور القضية متى ماشعروا بقيمة الكيان وبقيمة الجمهور وبقيمة التاريخ سيصنعون المستحيل في عز الازمات وسيعيدون كل شيء وبالطريقة التي يريدون ، ومتى ما استسلموا وسلموا الامر للآخرين فلن يقدم الجمهور ولا الاعلام ولا الإدارة أي شيء ، انها ثقافة مستمرة ومنتشرة في الكيانات ، هناك من اللاعبين من لا يرضى الانكسار للكيان حتى في احلك الظروف ، وهناك لاعبين لا إشكالية لديه في إهانة الشعار والكيان لأجل ان لا يتمزق جيبه او عندما تُضبط فوضاه ! – العناصر الأربع اجتمعت كتلة واحدة يوم الخميس ، لتساعد النصر في الانكسار امام الهلال في يوم تتويجه ، وسلمته آخر واهم مفاتيح التفوق وكل الأرقام القياسية ، حتى اصعب تلك الأرقام .. الأكثر تهديفاً ، لن يسامحكم التاريخ ، وستسجل أسماء كل من شارك او هرب في قائمة الانكسار الأكبر ! – ليس غريباً ان تخسر في مباراة كرة القدم وليس عجيباً ان تكون النتيجة كبيرة مهما علا شأنك كبطل ، الإشكالية ان تكون هذه الخسارة اشبه بالمؤامرة أو التعمد ؟! ، الغريب ان تستلم للفريق الاخر وتسلمه نفسك ، عندما تتقارب الدقائق بين الأهداف اعلم ان المشكلة فيك وليس في الفريق المقابل ! وكأني بخطاب الكيان لهم " اعرتك ناظري ففقأت عيني .. رفعتك للعلا فوضعت شأني " – اعرف جيداً الفكر التنافسي بين النصر والهلال ، واعلم ان بطولة الدوري لم تمثل شيئاً كبيراً وعظيماً للجمهور الهلال ، بقدر طريقة الفوز في مباراة النصر من بدايتها باحتلال مدرج خالي الى الهداف الخامس ، الهلاليين كانوا يحلمون بفوز عادي والوصول الى العدد القياسي من النقاط ، ولكن تم تسليمهم ..كل شيء ، كل شيء .. حتى بقايا الفرح لختام اصفر باهت !