المشجع الأهلاوي الراحل محمد أبو منصور عضو رابطة النادي الأهلي أبو لثلاث اولاد وثلاث بنات، عشق الأهلي بقلبه المرهف دايمًا ما يرحل مسافراً حيث يلعب الأهلي خارج أرضه ، هاهو يرحل متبقيًا لنا ذكرياته الجميلة وكثيرًا ما يبهرنا في المدرج الملكي بزيه العسكري المزين بالأوسمة والمياشين التي تحمل لون ناديه وشعاره، هذا العاشق تألمنا رحيله ولا أعتراض على المقادير، رحل بصمت وابقى بصمته خالدة في قلوبنا بطيب أخلاقه وحسن تعامله مع الآخرين، لم يشتكي منه أحد ولا يشكي لأَحَد وهكذا هم الكبار وهكذا هو الرقي الذي أكتسبه من عشق ناديه ومن طباعه، تعود بي الذكريات كثيرًا عندما يحرص أبو منصور على التواجد مبكرًا في مدرج الملكي قبل كل مباراة يلعبها الأهلي وتملاْ إبتسامته محياه والتفاؤل والأمل ونراه يهتف ويصرخ مع كل هجمة، ويطير فرحًا مع كل هدف ويحلق بعيدًا مثل الطيور المهاجرة ويردد بنبرات صوته (للأهلي جينا من كل مدينة والفوز بأذن الله لينا) ايها (الجنرال الأسمر) سيبكيك الأهلي الذي تغنيت بأسمه وسيبكيك المدرج الذي أسقيته حبك وحنانك، وستبكيك عدسات المصورون التي سرقت منهم الاضواء، وستكبيك القنوات الفضائية التي تبحث عنك بكاميراتها، وسيبكيك اللحن والنعم والوتر، رحيلك لم يكن عادي بالنسبة لجماهيرك الملكية وخاصة زملائك في الرابطة فقد كنت ملازمًا معهم في السراء والضراء، لن أنسى أيها الجنرال الأسمر عندما أحتفلت معنا ببطولة الدوري في الطائف، ولن أنسى تلك القبلة التي طبعتها على خدي عندما شاهدتني ولم أعلم أنها (قبلة وداع) ويالها من لحظات كأني اعيشها البارحة، لم تفارق مخيلتي من بعد ما صعقني خبر رحيلك، رحلت ورسمت لنا أجمل صّور (الوفاء) في الولاء والإنتماء للأهلي وأصبح أسمك علامة فارقة في تاريخ هذا الملكي، ولأن رحيلك مؤلم وجب علينا رد هذا الوفاء بمناشدة (إدارة الأهلي الملكي) بتكريم عائلتك على ما قدمته وتخصيص دخل أقرب مباراة في الدوري لأسرتك ولن تتوانى إدارة الملكي برد هذا الدين والوفاء لمحب عشق ناديه بجنون، وستكرمك رابطة ناديك قريبًا بوضع صورتك في المدرج فأنت رحلت عنا بجسدك ولكن لم ترحل روحك فهي ساكنة في وجداننا وفِي مدرجنا الملكي ومن يستطيع نسيانك وأنت جنرال الأمة الأهلاوية ومحبوبها ومعشوقها. كتبت مقالي في غير العادة ودمعة عيني سقطت على وجنتي وتبعثر رصيد صبري وتاهت حروفي هاربة لم أستطع ملاحقتها وحبسها في أنظم أسطري كيف لا! وكل الأماكن تذكرنا بصولاتك وجولاتك، رحمك الله رحمة واسعة ومتعك جنه نعيمها مّد البصر، وستبقى ذكرياتك في قلوبنا مدى ما حيينا.