لا ينكر عاقل بأن رئيس الوحدة هشام مرسي هو الوحيد الذي قرر تحمل مسؤولية نادي الوحدة أثناء الإنتخابات وأنه تقدم لرئاسة هذا النادي لثلاث مرات متتالية وكان لديه أهداف يريد تحقيقها لهذا الكيان الذي تخلى عنه الجميع، وكان أول أهداف برنامجه الإنتخابي هو البقاء في دوري المحترفين وعدم العودة مرة أخرى لدوري الدرجة الأولى، وقد تحقق ذلك ونجح في السنة الأولى من إنتخابه رئيساً للوحدة، بل وتخطى ما كان يهدف إليه ووضع الفريق في المركز التاسع وضمن أندية الوسط في سلم الترتيب، وصعد بفريقي الشباب والناشئين في كرة القدم للدرجة الممتازة. . ولا ينكر أحد تلك الجهود الذي بذلها في تسديد معظم ديون النادي والمحاولات الجادة لتسوية مستحقات اللاعبين والعاملين بالنادي ولو أنها كانت بطريقة "سددوا وقاربوا" والتي مكنته من التسجيل خلال فترتين في الموسم الماضي وفترة التسجيل الأولى من الموسم الحالي، وتفعيل الدور الإجتماعي في النادي بشكلٍ لافت وغير ذلك من ألأمور الإيجابية التي قام بها ومجلس إدارته حتى الآن. . ولكن ما ننكره عليه هذا الموسم هو "الهبوط الرأسي" الحاد في مستوى الفريق الأول، ولو رجعنا للموسم الماضي حين كان الفريق يبحث عن عدم الهبوط للأولى نجد أن الفريق تلقى (11) خسارة خلال موسم كامل، وتلقي الفريق (7) خسائر من (11) مباراة ونحن لا نزال في الدور الأول من هذا الموسم يعني أن الفريق في طريقه للعودة للدرجة الأولى عبر "الخط السريع" . . لا أنكر أنني كنت من أوائل المدافعين عن هشام مرسي، فنتائج الموسم الماضي وفق أهدافه كانت مقبولة بل وجيدة، فأنا في حقيقة الأمر أقيم "نتائج عمل" ولا شأن لي بالأشخاص، ولكن حين تكون النتائج مخيبة للآمال لابد أن تكون لي من وقفة، فهذا الموسم وحتى الآن وبطريقة النسبة والتناسب نجد أن معظم النتائج كارثية. . لا بأس أن تخسر من الأندية المتقدمة في سلم الترتيب فهذا أمرٌ منطقي ولكن من الرائع المحاولة للظفر بالتعادل مع هذه الأندية والأروع هو خطف الثلاث نقاط منها، المهم أنك لا تخسر أندية الوسط وتفوز على أندية المؤخرة، هذا هو المقياس بالنسبة لدي في نجاح العمل أو فشله. . ما حدث أن فريق الوحدة خسر من الرائد والفيصلي والخليج والفتح وهي من أندية الوسط والمؤخرة وهنا تكمن الكارثة، وبلا شك أنه أمرٌ غير مقبول لكل محب ومتابع لهذا النادي العريق مهما كانت الظروف. . تبقى للفريق مباراتان في الدور الأول أمام الهلال والقادسية وستكون مباريات الدور الثاني بلا شك بطريقة "أكون أو لا أكون" وحصد النقاط يتطلب معالجة حازمة لكل أسباب النكسة، ولن يقبل الشارع الوحداوي بأعذار الظروف المالية، فرئيس الوحدة يعلم مسبقاً قبل أن يترشح لرئاسة النادي بأنه سيواجه هذه الظروف، ويعلم مسبقاً أنه سيبقى وحيداً ولن يقف بجواره أحد من أعضاء الشرف لكون التخاذل ديدنهم مع كل رؤساء الوحدة السابقين. . ربما يرى البعض أنه قد حان الوقت كي يقدم هشام مرسي إستقالته من منصبه، ولكني لا زلت أرفض هذه الإستقالة خشية العودة إلى "زمن التكليف" والدوامة التي خرجت منها الوحدة بعد "جهد جهيد" وحتى وإن حدث ذلك فإني أجزم أنه لن تستطيع أي إدارة مكلفة أن تفعل أكثر مما فعله هشام مرسي بل أكاد أجزم بأن الحال سيزداد سوء، فلم تأت أي إدارة مكلفة على مر تاريخ الوحدة بما يرض طموح الوحداويين. . ومن خلال هذا المنبر أوجه رسالتي للأخ هشام مرسي وأقول له كن صادقاً مع نفسك كما عهدتك فأنت أعلم الناس بقدراتك على إدارة هذا الكيان في المرحلة المقبلة فإن كنت ترى أن ما قدمته للنادي حتى الآن هو كل ما تستطيع وأنك لن تستطيع مادياً ومعنوياً أن تنهض بالوحدة لأكثر من ذلك وترى أن من مصلحة الوحدة أن تنسحب في هدوء فلا تثريب عليك ولا يلام المرء بعد إجتهاده وفعلت ما عجز عنه الآخرون بأقل الإمكانيات، أما إن وجدت في نفسك القدرة والعزم والحزم على تصحيح الأوضاع فلا تتردد في الإستمرار ومواجهة المرحلة المقبلة الصعبة، وأنا هنا أناشد وحداويتك بالوقوف مع نفسك "لحظة صدق" وأعلم أن الوحدة تعني لك الشيء الكثير ولن تقبل أن تراها وهي تحتضر أو تتلاشى في مهب الريح.