نحن في حاجةٍ إلى تدين رشيد، وإلى رشدٍ في التدين … التدين ليس تقليداً أعمى ولا تبعية بغير عقل … العودة إلى الدين يلزمها وعي وفهم وإدراك … الدين ليس شكلاً ولا لباساً، ولا هو هيئة ولا إطاراً … الدين قبل أن يكون سيف ودولة، فهو خلقٌ ومعاملة، وسلوكٌ وعبادة … المتدينون ليسوا قطعاناً يظلمون ويبطشون، ويذبحون ويقتلون … إنما هم رسلٌ … رسلُ رحمةٍ ومحبةٍ … أو هكذا أرادهم الله … الدين يمثل قمة تجلي علاقة الإنسان مع الله … والله هو العدل والحق … لسنا بحاجةٍ إلى من يدلنا على الله … كلنا نعرف الله …ونحن أقرب ما نكون فيه إلى الله ونحن بين يديه … نناجيه ونسأله … ونشكره ونحمده … نخاطبه بقلوبنا وألستنا دون وسيطٍ أو ترجمان … فنحن أمةٌ متدينةٌ في الأصل والطباع … نحن بحاجةٍ تدينٍ راشدٍ يدعو إلى خلقٍ قويم، وسلوكٍ حسن، ووعيٍ عاقل، وفهمٍ مستنير، وإنسانيةٍ سمحةٍ، وسعة حلمٍ ورجاحة عقلٍ، واستيعابٍ كريم لبعضنا والآخرين … للأسف بدا اليوم الدين الحق في مكان …. والمتدينون الذين عناهم الله بأنهم عباده في مكانٍ آخر … الويل لنا من قيمٍ جاهلٍ على ديننا، ومن حارسٍ سفيهٍ على قيمنا، ومن أمينٍ عبيطٍ على مفاهيمنا، ومن قصير ثوبٍ وطويل شعرٍ قليل الثقافةِ يدعي الحق ويستأثر بالدين، يرى الحق فيمن وقف إلى جانبه، وسكت عنه أو أيده ودافع عنه، ويرى في غيره كافراً مرتداً، أو ضالاً منحرفاً …