كل تحركات إدارة الهلال بقيادة الأمير نواف بن سعد منذ انتهاء الموسم الماضي وتأكيد بقائه تشير إلى أنها رسمت خطة واضحة الأهداف، بعد أن وضعت الأصبع على الجرح، وتلمست مكامن الضعف والترهل الذي بدأت تظهر علاماته على «الزعيم» في الموسم الماضي. نجح صناع القرار حتى الآن في تقديم عمل إيجابي للغاية تمثل بترميم قائمة فريقها، ليصبح «الأزرق» مكتفياً بالعناصر المحلية بعد انضمام المدافع اسامة هوساوي وعبدالملك الخيبري وماجد النجراني وعبدالمجيد الرويلي الذين سيساهمون في ترسية قواعد الانضباط بين بقية اللاعبين الذين خذلوا جماهيرهم في الموسم الفائت بطريقة مستفزة، فضلاً عن قدرة هذا الرباعي على التأثير داخل الميدان، عدا عن العودة للمدرسة اللاتينية التي عاش معها الفريق الكبير أجمل فتراته، والبحث عن إتمام الخانات الأجنبية بصفقات مفيدة. التحركات الصامتة، والتي لم يفلح معها فضول الصحافيين ولا عدسات المصورين، كانت تميل للاستعانة بلاعبين ناضجين، خصوصاً وأن تراجع عطاءات سعود كريري وياسر القحطاني ومحمد الشلهوب الذين يمثلون مركز الثقل من حيث الخبرة والقدرة على تحمل الضغوطات ومواجهة الصدمات خلال الموسم، كانت سبباً في عدم إنهاء الهلال موسمه بشكل مرضٍ لمحبيه. اختار مسيرو الهلال العمل بصمت، تواروا عن الأنظار، نجحوا بحل كثير من مشكلاتهم المالية، أداروا تعاقداتهم بواقعية، والأهم أنهم اتخذوا قراراً بالعودة إلى المدرسة اللاتينية حيث يوجد المدربون القادرون على التعامل مع «ستايل» الفريق ونجومه، وهي نقطة تحسب كثيراً لمن اتخذ هذا القرار، إذ لطالما كان «الزعيم» من الفرق التي تعتمد على قدرات اللاعبين الفردية ومواهبهم وروحهم العالية أولاً قبل الاعتماد على الجماعية والقوة التي يفضلها الأوروبيون الذين لم ينجح معظمهم في الحفاظ على تلك الهوية أو حتى تجديدها. أهم الملفات العالقة والتي تحتاج لحسم سريع هو ملف اللاعبين الأجانب، فالإبقاء على البرازيلي كارلوس إدواردو قرار يفرضه المنطق وعطاءات اللاعب وتأثيره، ولايزال مصير ابن جلدته المدافع رودريغو ديجاو غير واضح، لكن الأهم للفريق ولأنصاره هو اكتمال العقد بانتداب مهاجم تقليدي يتعامل مع أزمة إنهاء الفرص. كان الهلال في الموسمين الماضيين هو أكثر الفرق قدرة على الوصول لمناطق منافسيه، لكنْ لاعبوه عجزوا عن ترجيح الكفة في كثير من اللحظات الحاسمة، ما ساهم في الابتعاد عن لقب الدوري وعدم الذهاب بعيداً في الاستحقاق الآسيوي، ناهيك عن تعزيز صناعة اللعب بعنصر مؤثر، والأنباء تقول إن الرئيس الأمير نواف بن سعد اتخذ قراراً يتمثل بإشرافه المباشر على الفريق وتفاصيله الإدارية والأطلاع على الأمور عن قرب، وفي هذا دلالات جلية على أنه اختار أن يتولى بنفسه مسؤولية إعادة الانضباط والتعامل مع الأسماء المنفلتة داخل وخارج الملعب، وهذا من شأنه إبعاد الضغوطات عن الجهاز الإداري بقيادة فهد المفرج. كل المؤشرات تقود للقول إن الهلال سيكون شرساً في الموسم المقبل إن وفق جهازه الفني الجديد وإن نجحت التعاقدات الأجنبية، فالتحركات كانت إيجابية لحد كبير لتصحيح الوضع الذي لا يرتضيه المدرج الذي يعتبر ما حدث في الموسم الأخير إخفاقاً وإن كانت حصيلته تحقيق بطولتين، وبالتالي فإن العودة للمنافسة على الدوري والبطولة الآسيوية تحديداً أصبحت منتظرة.