سيكون هذا المقال بين يديك، ولقاء الهلال بالأهلي الحاسم، على بعد سويعات قليلة، وهو اللقاء الذي سيتحدد من خلاله لقب الدوري بشكل شبه مؤكد، فالأهلي يكفيه الفوز، ليتوج بطلاً للدوري بعد انقضاء جيل كامل، لم يسمع كلمة مبروك الدوري! وعلى الورق تبدو حظوظ الأهلي عالية جدًا ومواتية، لخطف اللقب، فهو يلعب بخيارات أفضل بكثير من منافسه، ففوزه يهدي له اللقب مباشرة دون النظر للقاءات المقبلة، وتعادله أو حتى خسارته تبقي له الأمل، أما الهلال فخسارته ستنهي آماله نهائياً، حتى لو فاز في لقاءاته المقبلة، وتعادله أو حتى فوزه بفارق هدف، سيعقد من فرصه، يبدو هذا السيناريو، وكأنه يرمي اللقب في أحضان الراقي من الآن! لكن من يعرف خصمه جيدًا، لن يجزم بهذا أبدًا، بل على العكس تماماً، فربما يرى أن هذه العقد الحسابية هي في صالح الهلال! نعم.. لا نقول هذا مبالغة في حجم قوة الهلال، أو انتقاصاً من قيمة خصمه، بل قراءة في (كاريزما) هذا الفريق العاشق للضغط وللتحدي وللصعوبات! فالهلال لا يحقق البطولات والإنجازات والألقاب دائماً، إلا بعد مروره من عنق الزجاجة! ولا يبدع ولا يكشر عن أنيابه كما قال مدربه السابق "هانجيم" إلا عندما يكون في غاية الاستفزاز، وعلى العكس تمامًا، فهو لا يقدم شيئاً يذكر عادة عندما يكون بعيدًا عن الضغط! قد يبدو هذا أمرًا غريباً وبعيداً عن المنطق، لكن في النهاية هذه هي شخصية الفريق، التي يعرفها كل من تابعه عبر تاريخه، وللتدليل على ما سبق لن أذهب بك بعيدًا، فقط سأعود بك للقاء الدوري، والذي جمع نفس الفريقين وكيف خسره الهلال بسهولة، وبعدها اكتسح الأهلي في نهائي كأس ولي العهد، دون أدنى مقاومة، عندما كان تحت الضغط، خاصة بعد أن استفزته معظم الترشيحات حينها وذهبت لخصمه، أيضًا هناك عامل إضافي مهم جدأ، يصب في صالح الهلال، وهو مفقود بالكلية عند الأهلي، وقد يلعب بشكل كبير في حسم الهلال للبطولة، ألا وهو (ثقافة البطولات) فالأرقام والحظوظ الحسابية، قد لا تفلح معك في أرضية الملعب، وقد تخذلك خبرتك المتواضعة في حسم البطولات، حتى لو كنت أفضل فنياً، ورقمياً، ومكتمل الخطوط، بناءً على كل ما تقدم أتوقع شخصياً، أن يحسمها الهلال ب(التخصص) كما حسمها تماماً في كأس ولي العهد، وحشر الأهلي 90 دقيقة في ملعبه، الهلال رقمياً، قد لا تعني له هذه البطولة شيئاً، فقد أتخم بالبطولات من كل شكل ونوع، وعلى رأسها بطولة الدوري، لكن حافزه هذه المرة, هو العودة مجدداً لتحقيق الدوري، وقد هجره لأربعة مواسم متتالية، وهي سابقة خطيرة، لم تحدث في تاريخه، وأفزعت جماهيره ولاعبيه، وأصبح لقب هذا العام مطلباً ملحاً، والأهلي مبتعد عن الدوري لأكثر من ثلاثة عقود، ومن هنا جاءت حساسية وإثارة حسم اللقب لهذا العام، سنقول في نهاية المطاف، لبطل الدوري مبارك لك، ولوصيفه حظًاً أوفراً في المناسبات القادمة.