يعاني جسد كرة القدم السعودية من أمراض كبيرة فتاكة يمكنها أن تفشل وتوقف أي عمل وأي حركة ويصعب مقاومتها أو تجاهلها ونسيانها فالأوبئة لا تترك دون مكافحة وعلاج , فتركها يعني تفاقمها وتزايدها وربما انتشارها . وسيدفع ثمن تلك التجلطات عدد من الأندية التي ستصطدم بشيء من تلك التجلطات المتخثرة والمتلونة من شدة تكتلها في عروق الجسد الرياضي بعامة وبعض لجانه بخاصة وأول من سيدفع الثمن الفريق الملكي الراقي الذي أرعب الكثير من المهتمين بالفرق الأخرى , الحريصين على أنديتهم حرصاً شديداً . فمرة يتصدى الاتحاد السعودي لمخاطبة الفيفا قائماً بدور الأب الروحي لجميع الفرق المنافسة للراقي . ويسطر كلاماً لا يليق ذكره في المجالس فضلا عن خطاب يفترض أن ليس للاتحاد السعودي فيه ناقة ولا جمل , وما تلك الوريقات إلا إحدى الجلطات التي استقرت في أحد عروق الاتحاد السعودي . ثم تأتي الكارثة في التحكيم حينما يتجاهل الحكم المتميز ثلاث ركلات جزاء أجمع عليها الكثير من النقاد التحكيميين وكأن شيئاً لم يكن فذلك هو ما يستحقه الفريق الأهلاوي في نظر الكثير من المهتمين بالأوساط الرياضية . ومع أن الأخطاء التحكيمية ليست بالجديدة على رياضتنا إلا أن ثلاث ركلات جزاء مضاعة تعد كثيرة جداً في ظل تواجد أفضل قدرات لجنة التحكيم والذي سيقدمونه للعالم في محافل أكثر تأثيراً وشهرة فهل يرجون أن يخرج على أنظار العالم بمثل ما كان أمام الأهلي . المثير للدهشة أن لجنة التحكيم لم يتعود منها الجمهور الرياضي على إصدار بيانات بخصوص الأخطاء التحكيمية إلا أنها وبعد الأخطاء المخجلة للتحكيم السعودي تعتذر اللجنة عن الحكم وتقول أنه تعرض لحالات صعبة ولاشك سيتم الاستفادة منها , ثم يمتدح الحكم وأنه موهوب ولديه قدرة ويملك مهارة . أليس من الأجدر بالاتحاد السعودي الصمت بعد هذه الكارثة , ألم يخجل من اعتذاره بعد أن نصب نفسه في مواجهة الفريق الأهلاوي واعتبر نفسه في موقف الند للند مع الراقي الملكي . اعتذار .. لا يفهم الكثير ما يعنيه تقديم الاعتذار في ظل الاتهام الصريح أما مع الأخطاء التحكيمية الواضحة فالموقف اعتذار للحكم الذي أهدر ثلاث ركلات جزاء ستمنح للفريق الثلاث نقاط . يعلم الكثير أنه ليس كل من يتواجد في الاتحاد السعودي له تأثير كائنا من كان فبعضهم لا يستطيع التحرك في ظل وجود عدد كبير من التجلطات المخيفة , مما يجلهم يفضلون الحديث عن المنتخب والانشغال به عما يحدث في الدوري . وقفة : ستبقى الرياضة السعودية في المحلية ولن تصل للعالمية ما لم تخرج من دوائرها التي تدور فيها , ولعلنا بحاجة لمن يكسر أطراف الدوائر ويحولها إلى خطوط مستقيمة تعرف بدايتها ونهايتها .