ماذا يعني عندما يتفرج الحكم على الضرب والإعاقة ويشاهد اللاعب يتعرض للإسقاط الفاضح وليس السقوط داخل المنطقة المحرمة و"يطنش" مثل هذه الحالات، أحد أمرين إما أنه يعاني من قصور في فهم القانون وعدم القدرة على تطبيقه وبالتالي لا يعي مهمته الرئيسية التي تقتضي حماية اللاعبين من العنف وفرض الهيمنة بالقرارات الصحيحة على أجواء المباراة، أو انه اتخذ في قرارة نفسه انه لن يحرك ساكنا لغاية لا يعلمها إلا الله. *في مواجهة الشباب والاتفاق كانت المباراة تسير باتجاه التعادل 1-1 وإذ بالحكم مرعي عواجي ينطلق الى نقطة الجزاء محتسبا ركلة للشباب وكأنه اخذ عهدا على نفسه ألا تنتهي المباراة بهذه النتيجة الأمر الذي اغضب أنصار الاتفاق، وكانوا محقين في ذلك لان القرار كان خاطئا وليس له ما يبرره سواء أن عواجي لا يعرف متى تحتسب ركلات الجزاء وكيف؟ وهل أي سقوط يعني معاقبة احد الفريقين بركلة جزاء؟، بكل أسف ليست هذه المرة الأولى التي يخطئ فيها هذا الحكم ومع هذا تكلفه اللجنة في مباريات مهمة وكأنه لايوجد غيره!! *في مباراة التعاون والنصر غض الحكم عباس إبراهيم الطرف عن المخاشنات التي ترى بالعين المجردة من لاعب وسط النصر احمد عباس الذي دهس على فخذ مهاجم التعاون بدر الخميس ثم مخاشنة المدافع احمد الدوخي مرات عدة ضد اللاعب نفسه وشد الارجنتيني افيجيروا لشعر مهاجم التعاون علي التركي قبل أن يقوم اللاعب المصري أمير عزمي بتصرفات مرفوضة ضد أحد لاعبي النصر بعد احتساب الهدف التعاوني المثير للجدل ومع هذا ظل عباس متفرجا على ما كان يحدث من ضرب وشد ودهس وكأنه يقود أحد المباريات غير كرة قدم. *في لقاء الهلال والفيصلي شاهدنا وجهاً مشوهاً للتحكيم السعودي على يد عبدالرحمن القحطاني من خلال تجاهله لثلاث ركلات جزاء جميعها صحيحة وواضحة كانت الأولى نتيجة الدفع باليدين الذي تعرض له عيسى المحياني من مدافع الفيصلي احمد دلبح الذي عرقل بعد ذلك بدقيقة زميله المهاجم ياسر القحطاني ثم الإعاقة التي تعرض لها السويدي فليلهمسون وجميعها داخل المنطقة المحرمة ومع هذا لم ير أو انه لا يريد أن يشاهد أي منها، أمر غريب ما يحدث في بداية الدوري والمباريات لم تبدأ سخونتها بعد، يبدو اننا متجهون الى حقبة ستشهد ضياع ما تبقى من هيبة القانون والى كوارث تحكيمية سيكون لها تأثيرها وأثرها في بعثرة النتائج وتضرر الفرق! *ماذا لو كانت هذه الركلات الثلاث الواضحة والفاضحة حدثت لصالح الفريق المكافح الفيصلي الذي يريد أن يحسن أوضاعه ويثبت أقدامه وسط الكبار، من يعوضه ويعيد له حقوقه المسلوبة بقرار من حكم ينطبق عليه القول "فاقد الشيء لايعطيه" أليس في ذلك جريمة بحق قانون كرة القدم، وبحق هذا الفريق العزيز على الجميع؟ ايضا ما ذنب فريق كبير مثل الهلال يريد ان يحافظ على لقبه ولايحتسب له ثلاث ركلات جزاء في المباراة الواحدة؟ أيعقل ان الحكم لم يشاهد أي منها، أم تلك ثقافة تحكيمية سعودية ترسخت في مفاهيم الكثير من الاجيال منذ عهد اول لجنة؟، من حق رئيس الاتفاق ان يصرخ ويشكو من الحكام، ولا يلام رئيس الهلال لو أصيب بالاحباط، ورئيس التعاون بخيبة الامل ورئيس النصر بالترحم على حال التحكيم وبقية الأندية برفع عقيرة الاحتجاج فالأخطاء التحكيمية مزعجة جدا. *الواقع يقول: إن بعض الحكام أشبه بذلك اللاعب الذي لا يمكن أن تعتمد عليه في المباريات المهمة ولكنه لا يوجد البديل لأسباب ربما لا تستطيع اللجنة الإجابة أو أنها تعرف العلة ولكنها لا تريد أن تعلنها أمام الجميع! ثم ماذا يعني إصرار اللجنة على عواجي وعباس والقحطاني ومنهم على نوعيتهم من التشتيت الذهني والاهتزاز التحكيمي فالكل منهم له تجاربه غير المشجعة لاسيما الأخير وذكرياته غير الجيدة في لقاء الرائد والجبلين يومها تعرض الى مواقف محرجة ومهينة للتحكيم وكانت مرفوضة من قبل أولئك الذين خرجوا عن النص ولكنها تؤكد تواضع قدرات مثل هذا الحكم. * الشارع الرياضي ملَّ من ترديد الاسطوانة الشهيرة عن التحكيم، هذا جيل نصراوي وذاك هلالي وثالث اتحادي ورابع اهلاوي وخامس توزعت ميوله بين الاندية الاخرى، يريد جيلاً واعياً يكون للوطن ولرفعة رياضته وليس جيلاً يشوه رياضة بلده بقراراته الخاطئة وتعاطفه غير المبرر!