في تصريح مفاجئ، قال رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، محفوظ قرباج، إن قرار الفاف بمنع الأندية المحترفة من استقدام لاعبين أجانب غير نهائي، ما يطرح تساؤلات حول السرعة التي اتخذت بها الاتحادية القرار في آخر اجتماع للمكتب الفيدرالي للفاف. يبدو أن الاتحادية قررت التراجع عن القرار إثر الانتقادات التي طالت الفاف عقب صدور قرار منع الأندية المحترفة من انتداب لاعبين أجانب بداية من الميركاتو الشتوي القادم، وهو القرار الذي لم يرض العديد من الأندية المحترفة، خاصة الأندية التي تطمح إلى لعب الأدوار الأولى في المنافسات. وصرح قرباج للإذاعة الجزائرية الدولية "قرار الاتحادية جاء لإعادة تنظيم عملية الاستقدامات للاعب الأجنبي. وفي حال وجود رغبة عند الأندية لتطوير ظروف التعاقد مع اللاعب الأجنبي خلال مرحلة التحويلات الشتوية المقبلة، فإن القرار سيتم رفعه". ولا يبدو أن الأندية المحترفة ستتمكن من تجاوز مشاكلها ومصاعبها عند استقدام اللاعبين الأجانب في مدة قصيرة، ما يعني أن القرار لن يرفع قريبا، بالنظر إلى حجم وطبيعة المشاكل المعقدة المتعلقة بالصفقات المالية ومقتضيات وشروط تحويل العملة الصعبة إلى الخارج وعدد الشكاوى التي نقلها اللاعبون الأجانب إلى الاتحادية الدولية للحصول على مستحقاتهم المالية وعدم استفادة الأندية المحترفة من خدمات اللاعبين الأجانب بصورة كلية، وكل هذه الأسباب قدمتها الفاف لتمرير قرارها بمنع انتداب لاعبين أجانب، في خطوة علقت عليها العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية. ولا يبدو أيضا أن رفع منع استقدام اللاعبين يتوقف على الفاف التي وجدت نفسها متورطة في خلافات بين اللاعبين الأجانب والأندية المحترفة، بالنظر إلى طبيعة الخلافات التي طرحت بين الأندية واللاعبين، خاصة ما تعلق بطريقة دفع مستحقات اللاعبين الأجانب، وهؤلاء يرفضون كليا تسلم مستحقاتهم عن طريق البنوك الجزائرية. والشيء نفسه يفضله مسؤولو الأندية للتهرب من مراقبة السلطات العمومية للصفقات التي يبرمونها مع اللاعبين الأجانب، في الوقت الذي تفتقر العديد من الأندية المحترفة إلى رصيد بالعملة الصعبة وثقافة المعاملات وإبرام الصفقات المالية والشفافية. وأضاف قرباج لنفس المصدر "يجب أن تتوفر عدة ظروف من أجل استقدام لاعب أجنبي: فتح رصيد بنكي بموافقة البنك المركزي ليتم تحويل جزء من أجرته إلى بلده، إيواء لائق، وكذا التأكيد أن اللاعب كان ينشط في الفريق الأول لبلده، من خلال جلب البطاقات الفنية للمباريات التي لعبوا فيها، ونرفض لاعبا يتقمص ألوان منتخب أقل من 17 سنة وأقل من 20 سنة لمنتخب بلده". وذكر أيضا "أرى أنه من الخطأ تمديد عقد لاعب أجنبي، لأنه في حال وقوع خلافات فإن اللاعب الأجنبي سيلجأ إلى الاتحادية الدولية، ما قد يتسبب في مشاكل للنادي وللاتحادية الجزائرية". واعتبر قرباج أن أغلبية اللاعبين الأجانب الذين يصل عددهم ال70 "لا يمنحون الإضافة المرجوة منهم"، فلماذا تصدر الفاف قرارا بدا واضحا للجميع بعد نشره في الموقع الرسمي للفاف، قبل أن تكلف قرباج بالتأكيد على أنه قرار غير نهائي؟