خادم الحرمين الشريفين ... الحديثُ إليك من شخص يحبك ويحترمك ويُقدّرك ويعرف تاريخك الوطني والأخلاقي والإنساني المشرّف لا يشفع لمفردات اللغة العربية أن توفيك حقك وهي تزف إلى الشعب السعودي النبيل عبارات التهاني بعودتك الميمونة، لذلك أجد نفسي أنه يصعب عليّ الحديث عن شخصية استثنائية بحجم ملك الإنسانية، ولكنها مشاعر الفرح وشلالات البهجة التي شاهدتها وهي تتدفق في شرايين المجتمع فرحاً، وتنداح سروراً، وتتقاطر سعادة وحبوراً؛ حتى كأنها غيثاً هما على الأرض الجرز، واعشوشبت من أثره واخضرت بعودته إلى أرضه ووطنه سليماً معافى. كيف لا تبلغ الأسارير مداها، وهو الرجل القادر على إدخالها إلى قلوب مواطنيه! ولماذا لا يحتفل الوطن - أرضاً وشعباً - بمقدمكم الميمون؟ وهو الذي ما فتئ يؤسس لهذا الوطن المعطاء الأرضية الخصبة لتحقيق نجاحاته على كافة الأصعدة! ومتى يحتفل المواطنون إذا فوتوا هذه الفرصة التي يُعبِّرون من خلالها عما تكنزه قلوبهم المفتونة بحب مليكها المحبوب الذي وهب نفسه لخدمتهم؛ حتى وهو يكابد ويلات المرض ومرارة الألم؟ إننا عندما نستعرض السيرة الذاتية - لملك القلوب والإنسانية - نجدها تفيض إنسانية قبل أن تزخر بمهارات التعامل الواعي في دهاليز السياسة، وتحتضن قلباً موجوعاً بحب الناس قبل أن تُفتن بحب الذات، وتحمل هم القضايا المصيرية التي لم تغب عنه في أحلك الظروف التي واجهها وهو بعيداً بجسده قريباً بتعاطيه الأبوي الحاني معها؛ لأنها جزء من تكوينه الشخصي قبل أن تكون مسؤولية تحملَّها. كما إن شخصاً يحمل هذا الحب لهذا الوطن - ملكاً وشعباً - لهو جدير بأن يوضع في سويداء القلب، وأن نتوجه إلى الله - العلي القدير - أن يُنزِّل عليه شآبيب العافية، وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يبقيه ذخراً للوطن والمواطنين. وختاماً : فإن ملك الإنسانية ظل حاضراً في وجدان هذا الشعب الوفي الأبي وفي دعائهم الذي لم ينقطع بعاجل الشفاء وتمام العافية.. لتكتمل فرحة اللقاء به وتعم تباشير الفرح المقرون بالحمد والشكر كل مملكتنا الحبيبة تعبيراً عن محبتهم وتقديرهم لمقامه الكريم، وليس غريباً أن تمتد تلك الفرحة وتلك المحبة الأصيلة لكافة البلدان العربية والإسلامية لما عُرف عنه من محبة للخير والبر ولمبادراته ومواقفه الإنسانية تجاه كافة شعوب العالم في أحلك الظروف.