لعب وفن وهندسة.. ذلك باختصار ما قدمه الأهلي الملكي في نهائي كأس ولي العهد، وبما يُكافئ ذلك الإبداع كانت الجماهير الأهلاوية تتراقص على أنغام (أهلاوي والكأس أهلاوي). وحسنًا فعلت كرة القدم، حيث أنصفت الأهلي الذي يُقدم نفسه هذا العام بطلًا فارسًا مغوارًا، فليس من العدل أبدًا أن ينتصر الهلال الذي يعيش أسوأ مستوياته ولم يصل إلى النهائي إلا بجهد قليل، بعكس الأهلي الذي اجتاز العالمي في مباراة كبيرة أسهمت في إرهاق لاعبي الفريق. الأهلي بطبعه مُمتع، ومتعته ليست وليدة هذه السنة، ولكن الحظ كان يخذله في الأمتار الأخيرة، ولذا كان الفريق يفتقد للإمضاء الأخير الذي يتوج روائع ما يقدمه في كل موسم، لينجح تيسير الجاسم ورفاقه في تتويج تلك السنين ببطولة غالية ولقب غالي يحمل اسم الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد، ولأول مرة كسابقة تاريخية تضاف لسجلات النادي الملكي. كل شيء في الأهلي مُكتمل.. فالفريق ينعم بحضور ودعم جماهيري متواصل أكدته الأرقام الرياضية في ملاعب المملكة المختلفة.. فنيًا، الأهلي نار بنجومه المحليين وعنيد بمحترفيه الأجانب، خصوصًا بعد عودة الفخم برونو سيزار صانع الألعاب المدهش.. إداريًا، هناك عمل كبير يقوم به الرئيس الأمير فهد بن خالد الذي استفاد من تجارب سابقة عزز بها خبرته، ليصنع مع المدرب المتألق جروس فريقًا مهيبًا لا يُقهر بل إنه لم يُهزم حتى اللحظة. لقد كان الأهلي في نهائي كأس ولي العهد رائعًا بحجم جدة وبحرها، لدرجة أننا ذهبنا بذاكرتنا إلى أيام (فرقة الرعب) بأبطالها ديدي وتيلي سانتانا وكوكبة من النجوم الفاخرة كأحمد الصغير ودابو وطارق ذياب وصمدو والداهية خالد أبو راس. ولعل أجمل ما في ليلة الأهلي الخالدة هو رقي أفراح لاعبيه وسمو تصريحات منسوبيه، وهو أمر غير مستغرب من منظومة رياضية مثالية يقودها حبيب الأهلاويين الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز. تويتر AliMelibari@