واصلت وسائل الإعلام الأوروبية كشف فضائح الاتحاد الدولي للنقابات العمالية الذي يتخذ من الهجوم على الشرق الأوسط ودول الخليج أسلوبا لعمله في السنوات الماضية. وتوالت الضربات الموجعة التي يتعرض لها الاتحاد الدولي للنقابات العمالية الذي يتخذ من القارة العجوز مقرا له ومن نفس القارة وعلى بعد مسافة قريبه من مقره الكائن في بلجيكا جاءت الانتقادات اللاذعة لأسلوب عمل الاتحاد التي تكشف الترف الذي يعيشه كبار مسؤوليه الذين يتخذون من الهجوم على دول الخليج ومونديال قطر 2022 هدفا رئيسا لهم خصوصا في الهجوم المستمر الخليج بسبب أوضاع العمال. وواصل الكاتب الصحفي نيكولا جياناكوبولس فضح الاتحاد الدولي للنقابات العمالية بمقال جديد نشر بتاريخ 15 يناير الجاري في صحيفة "لاغيفي" بعنوان "الثمن الباهظ لتشوية سمعة النقابات". ويعد نيكولا جياناكوبولس استاذ العلوم السياسية واحدا من أهم الخبراء المعترف بهم دوليا في مجال الكشف عن المنظمات الإجرامية ويعمل في مجال البحث ومراقبة المخاطر الجنائية ويعد واحدا من أبرز المختصين في هذا المجال في سويسرا وأوروبا. وكتب جياناكوبولس: تحتاج النقابات العمالية لمزيد من التنظيم وعدم الاعتماد على التاريخ لتصبح أكثر عملية. وتابع: يمكن للمرأ أن يتوقع من منظمة العمل الدولية أو تلك المنظمات والهيئات القريبة منها وبينها الاتحاد الدولي للنقابات العمالية أن يكون لها دورها على المستوى الدولي، لكن لسوء الحظ يبدو أن تلك المنظمات هي نفسها تعاني من المشاكل اذ بدأ الانسحاب منها فالاتحاد الدولي للنقابات العمالية يعاني من تلك المشاكل فالحسابات المدققة للعام 2013 تقول أن ميزانيته بلغت 11 مليون و700 ألف يورو من رسوم العضوية من النقابات الوطنية وقد تم انفاق 8 ملايين و700 ألف يورو من تلك القيمة على المكتب الرئيس للمنظمة وعلى العاملين فيه الموجود في بروكسل. وأوضح: في حين قامت منظمة العمل الدولية بفصل 1600 من الموظفين التابعين لها حول العالم تمت زيادة رواتب الموظفين بالاتحاد الدولي للنقابات العمالية بقيمة 200 ألف يورو بين العامين 2012 و2013 ليرتفع مجموع التكلفة الشخصية إلى 5 ملايين و700 ألف يورو وبعض العاملين في الاتحاد الدولي للنقابات العمالية اشكتوا من رؤية المنظمة التي يستخدم بعض أعضاء إدارتها الوضع لتحسين وتنمية أوضاعهم الشخصية وهو ما يبدو جليا في السفر على الدرجة الأولى أو استخدام السيارات الفاخرة في التنقلات. وأضاف: يجب أن يتم إعادة تنظيم تلك النقابات وترك الاعتماد على الجانب التاريخي الايدولوجي والاعتماد على الواقع العملي والتركيز على نقطة واحدة وهي تحقيق الكرامة الإنسانية في العمل وهنا يجب تقديم مقترحات قوية على نطاق أوسع قاريا ودوليا لإنها إذا لم يتحاوروا سيفرض قانون الغابة نفسه على الجميع وستصبح النقابات العمالية جزء من كتب التاريخ والذكريات وفي هذه النقطة يمكن أن تتحقق الديمقراطية والازدهار لأطفالنا. وتطرق جياناكوبولس للفضيحة المدوية في فرنسا التي تواكبت مع استقالة تتيري لوبون رئيس نقابة العمال الوطنية بعد الفضائح التي توالت على النقابة ودفعت رئيسها لتقديم استقالته وكتب: أثارت قضية لوبون الشهيرة مساحة من عدم الارتياح وادت بشكل كبير إلى استاع هوة الخلاف بين الأصدقاء بعد أن اهدرت النقابة ميزانية كبيرة كان عليها أن تصرفها على تحسين أوضاع المنتسبين لها. وواصل: وفي ظل العولمة وسيطرتها تم إنشاء النقابات العمالية في وقت مبكر عن الأحزاب السياسية التي كان ينبغي أن تقوم بهذا العمل تحت مظلة دولية لكن الخصوصات الاقليمية والامتيازات على أجهزتها لم تعد تلك النقابات فعالة وصارت غير منتجة ولم تعد تفقد أعضائها فقط ولكنها تفقد أيضا مصداقيتها وشرعيتها.