لا أعلم بصراحة ماهي السياسة البرامجية التي تسير عليها قناتنا الرياضية ، وهي القناة المتخصصة بشؤون الرياضة وهذا المجال خصب جداً وله حظوة كبيرة من المشاهدة وتتسابق معظم القنوات عليه لتنال نصيبها من كعكة الجمهور. القناة الرياضية السعودية وبعد أن انتهى نقلها للدوري تجاهلت دورها كوسيلة إعلامية مؤثرة وتملك القدر على التأثير وجلب المشاهدين لشاشتها. ولعل الظروف خدمتها كون الناقل الحالي اكتفى ببث المباريات فقط وترك برامج التغطية وما وراء الاحداث للقنوات الاخرى التي استغلت الموقف وكثفت تغطيتها للأحداث الرياضية. وفي النقاط التالية سأوضح وجهة نظري حول نقاط قوة القناة والمآخذ عليها والفرص التي لم تستغل بالشكل الأمثل.. ولعل ابرز نقاط القوة في القناة الرياضية: 1- هي قناة حكومية لا تعاني مادياً في مسألة التشغيل والبث وحجز الاقمار الاصطناعية ومجهزة باستديو هات رائعة لبث أي برنامج وفي أي وقت. 2- لديها كوادر فنية متمرسة ومذيعين ومعدين ومخرجين بطبيعة عملهم ولا يتطلب ذلك أي مصاريف إضافية. 3- مزودة بقناة رديفة وتمتلك ارشيف رياضي هائل. 4- تمتلك الصبغة الرسمية والتأثير ومرتبطة بالرياضة المحلية. 5- لديها محتوى مقبول ( دوري الاولى والثانية وكاس الامير فيصل) ورصيد برامج سابق. المآخذ على القناة 1- لا توجد استراتيجية واضحة حول خريطة البث واهمية أن يكون التركيز في وقت الاحداث الرياضية وكونها قناة شبابية فإن معظم المناشط الرياضية تقام في الاجازة الاسبوعية ، لكن القناة تتوقف معظم برامجها في الاجازة الاسبوعية وتكتفي بالتركيز على ايام الدوام الرسمي. 2- لا تستغل اهتمام وشغف الجمهور بكرة القدم وتركز على برامج التغطية لتنافس غيرها من القنوات وكما نجحت في برنامج ليالي الخليج رغم المنافسة الصعبة يمكن ان تنجح برامج أخرى. 3- لم تسوق وتستفيد من الدوريات التي تنقلها رغم اهتمام شريحة كبيرة بهذه الدوريات ( اولى وثانية.. الخ) 4- لا تملك قدرة على التسويق وجذب المعلنين او انتاج برامج برعايات كاملة لتغطية مصاريف الضيوف. 5- لا يوجد ابتكار وتجديد للبرامج او استحداث فقرات او جذب المتابع بما يتوفر لديها من رصيد وارشيف برامجي. الفرص الغير مستغلة 1- الفترة الذهبية بعد نهاية المباريات وابتداء من الساعة الحادية عشر مساء حيث تعود الجمهور على موعد تغطية الاحداث فرصة مثالية لإظهار امكانيات القناة ورغم نجاح برنامج الملعب حالياً إلا أنه محدد بساعة واحدة وهو قصير نسبياً وكذلك لا يبث بشكل يومي. 2- البرنامج الخاص بالرياضة العالمية يمكن الاستفادة منه في وقت مميز مثلاً الساعة العاشرة مساء او التاسعة.. كون الجمهور المحلي يبحث عن اخبار الدوري وليس الاخبار العالمية وفي حالة رغبته في تلك الاحداث يبحث عن قنوات تمتلك حقوقها. 3- برنامج عالم الصحافة برنامج مميز ومتابع لكن غيابه في ايام الجمعة والسبت يفقده كثيرا من الرونق خصوصاً انها ذروة المواجهات الرياضية.. تخيل الفترة الذهبية من بعد صلاة الجمعة ووقت إجازة والحديث عن المواجهات الاسبوعية كيف سيكون حجم المتابعة. 4- دوري الاولى والثانية وكأس فيصل يمكن تخصيص برنامج يومي لها او ثلاثة ايام في الاسبوع في وقت ما بين الثامنة والتاسعة وستجد القناة محتوى هائل للتغطية ومتابعين لها. 5- البرامج الحوارية الاسبوعية ومالها من شعبية عند الجمهور غابت تماماً وهي لا تحتاج إعداد ضخم عدد من الضيوف ونقاشات حول اسخن القضايا. 6- ارشيف القناة يمكن الاستفادة منه وبناء برامج تعتمد عليه مثل برنامج سيرة وقد كانت تجربة قناة زمان ناجحة قبل ان تغلق. 7- برامج الحوارات الثنائية مثل الدليل القاطع والمواجهة يمكن ان تعود بشكل اقوى وافضل وتستغل لاثراء الساحة بتفاصيل من اصحاب القرار. وتوجد العديد من الافكار والمقترحات تجعل القناة الرياضية الوجهة الاولى للمشاهد الرياضي ويكفي ان نقول أن لامنافس للقناة الرياضية في الحقيقة بكل تلك الامكانية فالبرامج الاخرى تبث يتيمة على قنوات ليست الرياضية والشبكة الرياضية التي تنقل المباريات لا تقدم أي تغطية تذكر مكتفية بالنقل وهي فرصة عظيمة لتستغل ولتنجح القناة في جذب المشاهد اولاً ومن ثم المعلن ومتى ما نجحت في ذلك ستستطيع استعادة الدوري لو بشراء بعض المواجهات وهذا ليس مستحيلاً والناقل الحالي تجاري بحت لن يجد مشكلة في بيع عدد من المباريات متى ما وجد الربح. وسوف اكتب في مقال لاحق إن شاء الله عن اهمية ان تكون قناة الوطن وجهة للشباب وصوت لكل الأندية ومن يدري لو ان الاتحاد السعودي يقرر تحويل مسابقة كأس الامير فيصل من اولمبية إلى مسابقة ممتازة تشارك فيها اندية الدوري الممتاز وعند ستجد الرياضية ما تراهن عليه.