كتبت وتحدثت كثيراً عن أن الألعاب المختلفة (طائرة – سلة – يد) لايمكن أن تنجح في الأندية السعودية ما لم يتفرغ عضو شرف للإشراف الإداري والمالي الكامل عليها (عضو شرف لكل لعبة)، لأنني أؤمن بأن إدارات الأندية السعودية جاءت من أجل كرة القدم فقط وبالتالي لاتملك الوقت للاهتمام بالألعاب المختلفة إلى جانب أنها (إدارات الأندية) غير مستعدة للصرف المالي على هذه الألعاب لأنها غير مفيدة للنادي (مادياً وإعلامياً) في ظل وجود كرة القدم. وطرحت في أكثر من مناسبة أن هذه الألعاب ستواصل انهيارها على مستوى المملكة ولن تتحقق الإنجازات ما لم نجد أعضاء الشرف العاشقين لهذه الألعاب أو أن تتولى رعاية الشباب الإشراف على هذه الألعاب بعيداً عن الأندية من خلال مراكز شبابية في كل أحياء المدن السعودية يمارس فيها شباب الحي هوايتهم في كل لعبة وبالإمكان تشكيل منتخبات سعودية متفوقة. ما دفعني لإعادة فتح هذا الموضوع هو ما يحدث حالياً في فريق كرة السلة بنادي النصر الذي كان قبل أكثر من 20 عاماً فريقاً جيداً ولن أقول قوياً للغاية….كان يضم نجوماً كباراً بارزين على مستوى المملكة كإبراهيم البصيص وأبناء الجاسر وشاهر مرزوق وغيرهم، ولأن هذه الألعاب لاتجد الدعم المالي الكافي ولا الاهتمام الإداري المطلوب فقد سقطت سلة النصر للدرجة الأولى وظلت بين صعود وهبوط بطريقة لا تليق بفريق ينتمي لناد كبير كالنصر. وفي تلك الفترة التي شهدت تأرجح سلة النصر كان الابن (الوفي) للسلة النصراوية جمال الجاسر يصارع وحيداً من أجل بقاء الفريق وعدم اندثاره وحتى وهو يدرب فريق المسيرة بالقريات كان قلبه مع سلة النصر. ولأن الجاسر عاشق حقيقي للنصر ومتيم بلعبة كرة السلة فقد ظل يعمل من أجل عودة السلة النصراوية ليس فقط لموقعها الحقيقي في الدوري الممتاز بل يجب أن تنافس على اللقب لأن النصر ناد كبير يجب أن ينافس على الألقاب في كل الألعاب. وفجأة ظهرت شخصية لم تكن معروفة في أوساط النصراويين وهو عضو الشرف محمد بن عصاي الذي تكفل بمسؤولية الإشراف على لعبة كرة السلة وضخ الملايين من أجل عودة السلة النصراوية واستعان (بالوفي) جمال الجاسر ليدرب الفريق وبالزميل العزيز بندر الرشود إدارياً. كانت البداية بتدعيم الفريق بلاعبين سعوديين دوليين يمثلون المنتخب السعودي الأول إلى جانب محترفين أجانب متميزين. شاركت سلة النصر (ضمن برنامجها الإعدادي للموسم الجديد) في دورة الشارقة الدولية وحقق الفريق اللقب ولم يتفاعل النصراويون كثيراً معتقدين أن الدورة ضعيفة. لكن مع بداية الدوري الممتاز وتوالي جولاته راح الفريق يحقق فوزاً تلو الآخر لدرجة أنه هزم منافسه التقليدي (الهلال) والفريق السلاوي الكبير (أحد) بعد فترة ربما تجاوزت 15 عاماً لم يحقق النصر فيها الفوز على هذين الفريقين. لم يكتف النصر بالتغلب على هذين الفريقين لكنه الآن يجلس على كرسي صدارة الدوري الممتاز وحيداً بعد 4 جولات. أعلم أن الوقت مبكر جداً للحديث عن المنافسة على اللقب أو تحقيقه لأن المشوار طويل جداً والأمر يحتاج لعمل مكثف ومواصلة دعم للفريق. شكراً لمحمد بن عصاي وجمال الجاسر وبندر الرشود ولاعبي سلة النصر الذين ساهموا في عودة أحد أعمدة كرة السلة السعودية. وشكراً لرئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي الذي يؤمن بجماعية العمل والابتعاد عن المركزية ومنح كافة الصلاحيات للمشرفين على الألعاب بأن يعملوا دون تدخل من مجلس الإدارة. اليوم تستحق سلة النصر (من خلال الرجال القائمين عليها) ليس فقط الشكر بل أيضاً الدعم المعنوي والمادي من أجل مواصلة مشوارها وتألقها. ولا يجب أن ننسى الكرة الطائرة بنادي النصر فهي الأخرى تبحث عن طريق العودة، ولعل إشراف عضو الشرف عبدالهادي الحبابي على اللعبة قد يساهم في عودتها خصوصاً في ظل وجود عشاق نصراويين (متخصصين) في هذه اللعبة كأحمد السبر وصالح بودهيم وغيرهم ممن سيساعدون المشرف كثيراً في برنامج عودة الفريق. مقالة للكاتب مساعد العبدلي عن جريدة الرياضية