وبدأت مسابقة كأس الخليج ودعواتنا لمنتخبنا الوطني بالتوفيق ونيل الكأس التي استعصت علينا مدة ليست بالقصيرة إلى أن حقق منتخبنا العائد من كأس العالم في امريكا بعد أن شارك مشاركة مشرفة. مراسم حفل الإفتتاح كانت عادية جدًا وهذا إمتداد لعدم الإهتمام بالمسابقة بصفة عامة، ولم يكن هناك إهتمام رسمي ولا شعبي ولم تسلط وسائل الإعلام بكافة أنواعها الضوء على المسابقة إلا بعض البرامج التلفزيونية ولم يكن تسليطًا مبهرًا بل عادي. مباراة الإفتتاح بين منتخبنا الوطني ومنتخب قطر لم يكن فيها منتخبنا كما يجب أن يكون، فالآداء باهتًا، وانتاب اللاعبين سرحان وغفلة عن جو المباراة، ولم تكن هناك هجمات منظمة ولا لعب جميل، وكأن اللاعبين لأول مرة يلعبون مع بعضهم، فإختفت المتعة الكروية والتمريرات البديعة، واللعب المتوازن بين خطوط المنتخب، وكل لاعب يحاول التخلص من الكرة بأي طريقة، وأكثر لاعبينا من إعادة الكرة لحارس المرمى كيفما اتفق، وكاد المنتخب القطري أن بخطف العدف لولا رعونة التعديف، حتى الهدف اليتيم الذي سجله منتخبنا باهتًا ولم بكن نتيجة لهجمة منظمة ومرسومة، بينما كان منتخب قطر منظمًا وسيطر على أغلب فترات المباراة وكان النقص فيه واضحًا ولو كان في عز قوته لربما انهزم منتخبنا بنتيجة ثقيلة. تشكيلة المنتخب في مباراة المنتخب لم تكن مثالية واخطأ المدرب في إختيارة للاعبين، كابتن المنتخب سعود كريري لم يكن في يومه ووليد باخشوين يؤدي أفضل وربما يفوقه كريري بالخبرة ويتفوق باخشوين بالحيوية والتمركز وقوة المشاركة، أما أسامة هوساوي فيفتقر لقوة المشاركة والتركيز في قطع الكرة من الخصم، ويتفوق عليه معتز هوساوي في قوة المشاركة والهدوء في قطع الكرة من الخصم ويمتلك حيوية الشباب وقوتهم وتركيزهم، أما ناصر الشمراني فلعبه يتمثل في التحرك في المساحات الفارغة والتي لم تسنح خلال المباراة، حتى ضربات الرأس لا يجيدها ويتفوق عليه الهزازي في المشاركة واستخلاص الكرة والمراوغة ودقة ضربات الرأس، ووليد عبدالله حارس منتخبنا لم يكن موفقًا كثيرًا في مباراة المنتخب، وإن كان يمتلك الخبرة لكنه اخطأ في الخروج لمسك كرة القدم القطري وسجل القطريون هدف التعادل، لم يشارك يحيى الشهري وهو المعروف بتمريراته وصناعة الأهداف باسلوب السهل الممتنع، وكانت مشاركة سالم الدوسري قبل نهاية المباراة بوقت قليل لم يسعفه الوقت لعمل الفارق الذي يقلب نتيجة المباراة، فالمدرب لم يوفق في توليفة المنتخب ختى يحقق آمال الوسط الرياضي، وعلى مدرب منتخبنا التفكير السليم في إيجاد توليفة من اللاعبين الذين يؤدون بشكل سليم، مع وضع كل لاعب في خانته التي يجيد اللعب فيها، ورسم الخطة المناسبة التي تسهم في تحقيق الفوز والحصول على كأس الخليج والتي تقام بين جمهورنا وعلى أرضنا. أما الحضور الجماهيري فكان مخيبًا للآمال ولم يكن بمستوى الحدث، ولعل الإعلان المتأخر عن مجانية الدخول ساهم في عدم حضور الجماهير للملعب لتحميس لاعبي المنتخب وموأزرتهم وتشجيعهم، فالجمهور في بلادنا معروف عنه التشجيع والحماس للاعبين، لكنهم صدق عليهم القول أنهم مشجعي أندية وليس مشجعين للمنتخب في مباراة وحفل الإفتتاح لكأس الخليج هذا العام، وهم الذين كانوا يسافروا للمنتخب في كل مكان، ولم نسمع عن تسيير الحافلات لنقلهم من مناطق المملكة، ولم نسمع من رجال الأعمال مساهمة أو مبادرة تفيد المنتخب، ولم نسمع تصريحات نارية تربط بين تشجيع المنتخب والوطنية، وتشجيعه والوقوف معه هو الوطنية بعينها وليس تشجيع الأندية، ولم نسمع الدعاة يتبارون في حث الجماهير على موآزرة منتخب بلادي، ولم نسمع مفسري الأحلام يتوقعون فوزًا لتحقيق لقب الكأس الرابعة في تاريخه، ولم نشاهد جمهورًا يقفز من أسوار الملعب، وإن كانت هناك مشاركة صعيفة وعلى إستحياء من روابط تشجيع الأندية. @muh__aljarallah الكاتب/ محمد بن صالح الجارالله