غادر الهلال إلى أستراليا وهو يحمل هزيمته الأولى في دوري عبداللطيف جميل من منافسه الشباب، غادر ولاعبوه مثقلون بوقع خسارة زادت ما فقدوه من نقاط إلى خمس وهو الذي أعد العدة لحضور مزدوج يستعيد من خلاله لقبه المفقود (بطل الدوري)، وخطف لقب دوري أبطال آسيا والمشاركة لأول مرة في نهائيات كأس العلم للأندية، القول بعدم تأثر "الأزرق" بالخسارة المحلية قبل خوضه ذهاب نهائي آسيا ليس دقيقا، فالانتصار يجلب الانتصار، والدخول لأي مواجهة بروح الفائز أمر مختلف، وهنا يأتي دور الجهاز الفني وإدارة النادي برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي يرأس البعثة في إخراج اللاعبين من أجواء الهزيمة، واستعادة شريط الانتصارات الآسيوية وآخرها أمام العين الإماراتي، توالي الانتصارات أمر مهم للفريق واللاعبين، يضاعف الثقة بالنفس؛ خصوصا مع وجود نجوم خبرة دوليين؛ غير أن ما حدث للأهلي قبل عامين في نهائي دوري أبطال آسيا بعد فوزه على الاتحاد إيابا 2- صفر وهو من خسر الذهاب صفر – 1 صنع أجواء من الفرح مبالغا فيها توجته بطلا قبل مواجهة فريق أولسان الكوري الجنوبي القوي في كوريا فعاد بخسارة ثقيلة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة. على الهلاليين اليوم الذين فخروا بلاعبيهم وجهازهم الفني بعد وصولهم للنهائي الآسيوي بجدارة أن لا تؤثر فيهم خسارة عابرة من منافس قوي في الدوري، وفي مباراة أتيحت لمهاجمي "الأزرق" فرص عدة متاحة للتسجيل، وليتذكروا أن ويسترن سيدني نفسه خسر مباراة دورية أمام منافسه التقليدي اف سي سيدني 2-3، المدرب الروماني ريجي كامب عاش أيام عسل استمرت طوال الأسابيع الماضية، حتى وهو يتعادل مع الأهلي وكان يستحق الخسارة لم يتعرض لنقد كما هم أقرانه من المدربين، الهزيمة فتحت نقاشات عدة حول التشكيل والاختيارات، كرة القدم تقبل كل النتائج، ومواجهة سيدني السبت تمثل الأهمية القصوى بالنظر لكل مباريات الموسم، لقب آسيا هو حلم كل الهلاليين وخسارة مباراة لا يجب أن تفتح أبواب إحباط يؤثر في مسيرة تحقيق الهدف الأهم. الجولة ذاتها شهدت أول خسارة للنصر من الأهلي، هي خسارة من فريق كبير خارج الأرض، وبغياب عنصرين مهمين (عبدالغني والغامدي)، المشكلة ليست في فقدان نقاط يمكن تعويضها في دوري طويل؛ بل في أداء اللاعب الذي يشعر المتابع بضبابية علاقة المدرب كانيدا بلاعبيه، اللاعبون غير راضين عن طريقة اللعب، والإسباني مصرّ على نهجه، يُفترض على الإدارة النصراوية أن توفق بينهم إما بإقناع اللاعبين أو المدرب أو اللجوء لخيار البحث عن بديل للمصلحة العامة. قلت مرارا في هذه الزاوية أن كانيدا لم يكن الخيار الأنسب؛ لكن مرحلة الإعداد كانت جيدة والنتائج حتى الجولة السادسة مثالية، المشكلة تكمن في عدم الاستفادة من الرباعي الأجنبي كما هم المنافسون فباستثناء البولندي أدريان يمثل فشل صفقة المهاجم هيرناني خطأ استراتيجيا، ويبقى الانسجام المفقود بين كانيدا ولاعبيه مؤشراً غير إيجابي على مستقبل النصر نحو مسيرته في الحفاظ على لقبه.