يروى أن رجلاً دخل الى عيادة نفسية شارحاً للطبيب أنه يصاب بهلع وخوف شديد كلما رأى دجاجة ويتمنى حينها أن الارض تنشق لتبتلعه قبل أن تهاجمه الدجاجة , وعلى غرابة هذه الحالة المرضية باشر الطبيب في استقصاء سبب هذا الخوف الشديد من الدجاجة فسأل الرجل واستفسر منه حتى علم أن الرجل يظن نفسه حبة قمح وأن كل دجاجة على وجه الارض تطمع في التهامه . وبشكل مهني واحترافي غيّر الطبيب من نظرة المريض إلى نفسه واقنعه بكونه انسان كامل وليس حبة قمح ولا داعي لكل ذلك الخوف الذي يعتريه كلما قابل دجاجة هنا أو هناك . ونظراً للتحسن الذي طرأ على المريض بعد شرح الطبيب نهض المريض طالباً المغادرة وقبل أن يخرج من باب العيادة التفت إلى الطبيب وقال له : أنا اقتنعت الآن بأنني انسان كامل ولست حبة قمح .. ولكن الاهم هو من يقنع الدجاجة بذلك؟!!. اجد نفسي استحضر هذه القصة كلما خرجت قضية من قضايا الاتحاد السعودي لكرة القدم واجد فيها أن الكابتن الكبير احمد عيد يتصرف بتحفظ وخوف من اغضاب الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكأنه لا يعلم ان الفيفا بكل قوته وسطوته اكد على استقلالية اتحادات كرة القدم في انحاء العالم وكونها لا تتبع ولا ترضخ لأي جهة حكومية في كل بلد ينظم لهذا الفيفا . ولا اتوقع أن يغيب عن ذهن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وبقية اعضاءه أن استقالة نواف بن فيصل من رئاسة اتحاد كرة القدم قد جاءت كشرط من الفيفا للسماح لهذا الاتحاد بالعمل ضمن الفيفا بناء على وجود جمعية عمومية لكرة القدم السعودية منتخبة من الاندية المشاركة في انشطة كرة القدم بعيداً عن تعيينات الحكومات أو وصايتها . وأنه لو فكرت أي جهة حكومية التدخل في عمل هذا الاتحاد لعلقت وربما الغيت عضوية هذا الاتحاد في الفيفا ولتم الغاء الاعتراف بهذا الاتحاد ولما استطاع اقامة مباراة واحدة على ارض هذا الاتحاد. عزيزنا الخلوق احمد عيد يجب عليه أن يعلم أن طوق الحماية والتغاضي الذي يفرضه حول بعض اللجان العاملة ضمن اتحاده وهي التي تعمل ليل نهار على افشاله واسقاط اتحاده خدمة لميولها الذي ما انفك يهيج الاعلام والرأي العام كل يوم لاسقاط احمد عيد بشخصه دون بقية الاعضاء النافذين في لجان الخدمة الدائمة لفريقهم الاوحد . كلنا نعلم ان انتخابات اتحاد كرة القدم شهدت تحزبآ واستقطابآ ميوليآ , فبرغم فارق الخبرة والكفاءة والممارسة بين كابتن المنتخب السابق والدكتور المتعلم والممارس لكثير من الانشطة الرياضية من جهة وبين مرشح آخر هبط إلى الرياضة من غير سابق خبرة او ممارسة , إلاّ أن عملية التصويت كانت اشبة بسباق احصائي لعدد منتسبي الميول لهذا الطرف أو ذاك. اليوم يقبض على مفاصل لجان حساسة في اتحاد كرة القدم خدام الافق الضيق لميول معينة وبالذات لجان الحكام والانضباط والمسابقات اضافة الى امانة اتحاد كرة القدم , وكل هؤلاء مشهود لهم بالعمل السابق ضمن خدمة فريق وميول واحد قبل تشكيل الجمعية العمومية لكرة القدم التي افرزت توليهم مناصب حساسة في هذا الاتحاد وافضت الى تمكينهم من خدمة ميولهم مهما تعارضت مع مبدأ المنافسة الشريفة لكل الاندية المنضوية تحت مظلة هذا الاتحاد . عزيزنا أحمد عيد نظف بيتك قبل أن يسقط على رأس الجميع واولهم رأسك , فلا تخسر اصوات من انتخبوك وراهنوا على نجاحك لصالح من يعملون لأسقاطك حتى يصلون إلى سدة رئاسة الاتحاد بعد أن تمكنوا من مفاصله , بدأنا موسم كوارثي مع امين اتحاد كرة قدم يرفض حكم بحريني لقيادة مباراة السوبر بحجة وجود لاعب بحريني في النصر وكأنه لا يتذكر يوماً اشتكى فيه النصراويون من احضار حكم روماني لقيادة الديربي العاصمي برغم وجود مدرب ولاعب روماني في الفريق المقابل , وابتدأ موسمنا هذا على جدول مسابقات فصلت فيه ايام مباريات الجمعة والسبت خدمة لاحصائيات الحضور الجماهيري الطنان آخر الموسم لأثبات الشعبية والجماهيرية الزغبية التي اسقطها جمهور الشمس الموسم الفائت . ولا تتحدث عن لجنة انضباط تقيم المحاكم العسكرية المشددة لرشة ماء وتتغاضى عن الرفس والركل والاكواع الصادرة من لاعبي فريقها المدلل بعد أن تفرغ رئيس اللجنة لمناكفة انصار الفريق الاصفر على نوافذ التويتر , اما رجال الصافرة فهم من سار على درب رئيسهم الذي ادرك منذ اول صافرة اطلقها في ملاعبنا أن ميول القابضين على مفاصل رياضتنا لن يمكنوه من الاستمرار والترقي في سلك التحكيم الا بالرضوخ التام لحتمية سرقة البطولات تباعاً وايداعها خزنة ناد واحد لا يقبل الشركاء. عزيزنا الطيب الخلوق احمد عيد : نرجوك أن تلحق باتحادك قبل ان يلفظك من رشحوك وحينها لن يرحمك كارهوك فهم في النهاية من اوصلك إلى هذه النهاية التي سلكتها بخوفك من مواجهة الفوضى التي تعمل بها اغلب لجانك.