أشفق كثيرا على من عشّم نفسه وأفرط في التفاؤل من المهتمين بالشأن الرياضي الذين رسموا صورة باهية في أذهانهم قبل انطلاقة منافسات الموسم الجديد، أملا وطمعا في مشاهدة موسم استثنائي خال من الأخطاء التي اعتدنا عليها في كل عام والتي تقودنا في الغالب إلى مستنقع المشاكل.. فهذه الصورة الخيالية التي رسمها المخدوعون- إن جاز التعبير- ما هي إلا أضغاث أحلام لا سيما في ظل إصرار قضاة الملاعب على استمرار أخطائهم القاتلة التي طمست معالم تلك الصورة وشوهت شكل المنافسة الشريفة بين الفِرق وأججت الشارع الرياضي الى حد الاحتقان.. فبعد مباراة السوبر وما صاحبها من أخطاء فاضحة راح ضحيتها النصر، واصل التحكيم سقوطه المرير وفشله الذريع في الجولة الأولى من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين وكاد أن يسلب النصر والفيصلي نقاط مباراتيهما لولا العدالة السماوية التي أنصفتهما.. فالحكم صالح الهذلول الذي أدار مباراة النصر ونجران كرر سيناريو زميله حكم مباراة السوبر فهد المرداسي وكاد أن يُفِقد حامل اللقب أول ثلاث نقاط نتيجة تغاضيه عن ركلتي جزاء، فضلا عن تساهله مع خشونة لاعبي نجران الذين لجؤوا للعب العنيف للحد من خطورة لاعبي النصر الذي بدوره فقد أحد أبرز نجومه نتيجة إهمال الحكم الذي لم يوفق في إدارة المباراة.. أما الحكم شكري الحنفوش الذي قاد مباراة الفيصلي والرائد فكاد هو الآخر أن يُسقط صاحب الدار بصافرة ظالمة عندما أشهر البطاقة الحمراء لمهاجم عنابي سدير مشاري الثمالي بدلا من منحه ركلة جزاء مستحقة وإشهار البطاقة الصفراء لمدافع الرائد.. وهذه الأخطاء الكارثية التي ما زالت ملازمة للحكام في كثير من المباريات دفعت إدارة الفيصلي لتقديم شكوى ضد الحكم الحنفوش، وأجبرت إدارة النصر على إصدار بيان واضح وصريح طالبت من خلاله اتحاد القدم بزيادة عدد الحكام الأجانب، فضلا عن تكفلها بمصاريف الحكام الأجانب في مباريات فريقها التي يخوضها خارج ملعبه.. وبلا شك ان مطالب إدارة النصر مشروعة ومنطقية، ومن حقها ممارسة الضغط على اتحاد الكرة وفق الأنظمة لإنصاف فريقها وتلبية رغبتها القائمة على مبدأ العدل والمساواة وليس محاباة فريقها على حساب الفرق الأخرى.. والمؤكد أن جل حكامنا يدركون جيدا قوانين اللعبة ويتمتعون بلياقة بدنية عالية ولديهم القدرة على الوقوف في المكان المناسب، ولكن مشكلتهم تكمن في التهيئة النفسية والجراءة في اتخاذ القرارات الصحيحة نتيجة استسلامهم للحروب الإعلامية والضغوط الجماهيرية الغير مبررة التي يشنها البعض بهدف خدمة ناديه المفضل.. ولكن طالما الأمر كذلك فلا بد من تدخل الجهات ذات العلاقة لمعالجة الوضع المتفاقم وإيجاد الحلول الناجعة وتحقيق مطالب إدارات الأندية بدلا من الوقوف موقف المتفرج الذي سيزيد الأمور تعقيدا في الجولات المقبلة. عن اليوم