وهذه شركة وهمية انتجتها الدعة النصراوية الكسولة التي انقطعت عن تاريخها البطولي وتوقفت منذ زمن عن احترام قدراتها الذاتية . من أصغر مشجع في المدرجات إلى أطروحات المنتديات مرورًا بزوايا الكتاب وصولًا إلى أعلى هرمنا الإداري .. لو سألتهم جميعًا عن حل لمعضلة الظهير الأيمن التي يشتكي منها الجميع لن تخرج إلا بجوابٍ واحدٍ فحواه التوصية باستقطاب أحد نجوم الأندية الأخرى إن لم يكن اسمًا أجنبيًأ . هل تصدقون أن الفريق الأول لا يوجد به من أبناء النادي الذين فرختهم الفئات السنية إلا الحارثي وغالب والعنزي بينما بقية الأسماء جلبتها عقلية الاستيراد المتفشية . لو كان هناك إيمان بالقدرة على التخطيط لإيجاد بديل أو تطوير الموجود أو تأهيل المواهب لرأينا أن أمامنا حلول كثيرة نستطيع أن نتجاوز بها قلقنا على الخانة التي يشغلها احمد الدوخي حاليًا . في الإمكان النظر إلى عيوب الدوخي ومحاولة إصلاحها , وفي الإمكان متابعة معارينا لدى الأندية الأخرى كماجد هزازي والبحث في إمكانية عودته إن تحسن مستواه , كما أنه من الممكن ابتعاث من ثلاث إلى أربع مواهب من الفئات السنية للتدرب أثناء الصيف لدى الأندية الأوربية . للأسف إن الواقع يثبت أننا نهمل كل الحلول الممكنة ونركن إلى أسهلها وهو شراء اللاعب الجاهز مع عدم صبرنا على لاعبينا ومواهبنا . أشفق على لاعبي النصر في الدرجات السنية وهذه العقلية الاستيرادية تنتظرهم قبل التصعيد للفريق الأول , فالإدارة والمدرب والجمهور يريدون لاعب خبرة مؤهل وجاهز ليثقوا به ويسندوا إليه الخانة وهذا يعني أنه لا وقت ولا فرصة ستتاح لهذه المواهب حتى تتمكن من إظهار قدرتها على خدمة الفريق وكسب الثقة والمسؤولية , ولا أرى أي أمل لهم لإبراز مواهبهم إلا باستحداث ما يسمى " النصر ب " الموجود في كثير من الأندية العالمية بل وحتى الخليجية القريبة منا , فهذا الفريق الاحتياطي الذي لدية جدول مليء بالمشاركات والمباريات الأسبوعية والمنتظمة سيمثل المتنفس الوحيد لهذه المواهب حتى تكتسب الخبرة ولياقة المباريات والبقاء في الفورمة المعهودة , وربما أن نظام المسابقة الأولمبية المستحدثة أعطى فرصة لهذه المواهب حاليًا ولكنه ليس كافيًا حيث إن جدول مبارياته قليل وموسمه قصير مما يسبب انقطاعًا طويلًا عن الكرة أغلب فترات الموسم . يحتاج النصر حاليًا إلى عين خبيرة كعين الرمز التي دفعت بماجد ومحيسن والهريفي وهم صغار دون الثامنة عشرة وتحدى بهم المدربين المترددين في الزج بهذه المواهب , كما نحتاج إلى مدرب لصقل المواهب كبروشتش الذي حول سيقان ماجد الملتوية إلى أداة ارتكاز لاعلى قافز و من أعظم هدافي الرأس على مستوى العالم , نحتاج إلى كشافين يأتون بالمواهب المدفونة كما أُتي بالهريفي من بيشة , وإلى مدرب واثق يعطي الصغار فرصة كما فعل الزياني بمحيسن . إننا نحتاج إلى خليطٍ من الإداريين والفنيين الذين يستطيعون إدراك مكامن الخلل لعدم مؤامة مخرجات فئاتنا السنية مع احتياجات الفريق الأول وتحويلها إلى منجمٍ حقيقيٍ للمواهب يمد الفريق الأول بكل احتياجاته العناصرية . بكل أمانة نقولها إن النادي يدير أموره ببدائة روتينية بيروقراطية غير مثمرة ويحتاج أكثر ما يحتاج إلى ثورة حقيقية في التفكير والتخطيط والتنظيم وفتح أبواب مقر الكيان أطول عدد ممكن من الساعات يتم خلالها إقامة الدورات الرياضية للأحياء وكذا الدورات المدرسية لكل الرياضات ولجميع الأعمار . وإذا كنا نجتهد قليلًا في البحث عن النجوم فيجب أن نجتهد أكثر في البحث عن الأعين التي تكتشف هؤلاء النجوم وتصقلهم لتغنينا عن فاتورة الاستيراد التي كلفتنا الملايين دون أن تحقق أدنى طموحاتنا .