سبحان مغيّر الأحوال، حتى وقت قريب وقبل أشهر قليلة ربما لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. كان الهلاليون – اعلاماً وجماهير – يعيّرون النصراويين بأن بطولتهم الوحيدة هي الفوز على الهلال. في الحقيقة هي لم تكن كذلك ولكن ابتعاد النصر عن البطولات في تلك المرحلة جعل فوزهم على من يحقق البطولات له طعم خاص وبالتأكيد لن يكون عادياً لأنه يشعرك بأنه بإمكانك تحقيق بطولات ما دمت لاتزال قادراً على هزيمة الأبطال الحاليين. إذا كان الهلاليون لم يفهموا – أو يحاولون أن لا يفهموا – ذلك فبالتأكيد أنهم في هذه الأيام يعرفون قيمة أن تفوز على البطل في موسم لم تستطع فيه تحقيق بطولة. ولن يستطيعون اقناعنا بأن مباراتهم القادمة مع النصر – الذي حسم الدوري تقريباً – ستكون مجرد مباراة عادية. فأنا أجزم بأن الفوز على النصر في تلك المباراة يعني الكثير على الصعيد المعنوي وغيره لدى الهلاليين كل الهلاليين – عناصر ومدير فني وإدارة وجماهير – ومن يقول غير ذلك عليه فقط تخيّل الأمر بشكل عكسي – لو فاز النصر – وكيف سيكون حال الهلاليين وتحديداً وقع تلك الخسارة على المدرب والإدارة وحتى الجماهير!. هل سيبقى سامي ساعة واحدة في الهلال فيما لو قدر وفاز النصر في تلك المباراة. في تلك المباراة سيرمي الهلال بكل ثقله وهذا سيضاعف من فرص فوزه بالمباراة، خصوصاً ونحن نعرف ما لذلك من تأثير قوي لا يقل عن تأثير الفوارق الفنية، بل ربما يلغيها. وإن كان تأثير ذلك في بعض الأحيان يكون سلبياً على الفريق وينال منه. بالتأكيد لو فاز الهلال فسيعالج نصف جراحه وسيخفف ذلك من الضغوطات التي يواجهها المدرب والرئيس بعد أن خسرا أول بطولتين في الموسم لصالح الند التقليدي والذي كان قبل بداية الدوري (هزيمته في الجيب). في هذا الموضوع يحضرني فقط موضوع واحد: الدنيا تدور ويوم لك ويوم عليك، ناقش وتعصب لفريقك ولكن دع السخرية جانباً، فإنها ستجر عليك سخرية أكبر، وسيأتي اليوم الذي يواجهك فيه خصومك بنفس سلاحك، بل وربما بقصاصات مما كتبت. لا يغرنك وقوف غالبية الصحف معك وممارساتها ضد جماهير الخصوم، فالإعلام الجديد لم يعد باستطاعتك امتلاكه او التحكم فيه. بعد الإنترنت والصحف الالكترونية والمنتديات، وبعد تويتر تحديداً، لم نعد ننتظر محمد العبدي وخلف ملفي وصالح الحمادي ليطلعونا على ما يشاءون ويمنعوا عنا ما يشاؤون!. لم يعد بإمكان تركي السديري وخالد المالك وسعد المهدي أن يحددوا ما يجب علي معرفته وما لا يجب. (عسى المانع خير ). أعود لموضوع البطولة الهلالية وأقول: عندي مجموعة من الأصدقاء الهلاليين المشهود لهم بحسن الخلق، وفي الحقيقة كنا نتحادث في الأعوام السابقة وكانوا دائماً ما يتمتعون بالروح الرياضية لدرجة أنهم يقولون لي بعد بعض المباريات: كنتم تستحقون الفوز! أو يباركون بالفوز فيما لو فاز النصر. لكن الغريب في هذا العام أنني لم أتلق منهم أي مباركة منذ الجولة العاشرة!!. وحقيقة لم أنبش وراء ذلك لكن استغرابي يزيد وخصوصا بعد كأس ولي العهد. تلقيت رسالة تهنئة من أحدهم فيما أحجم البقية عن ذلك، رغم أنهم يعرفون طبعي جيداً وقد سبق لي المباركة لهم عدة مرات قبل ذلك. على فكرة: * استنكرت ما ورد في تقرير العربية عن المدرب سامي الجابر رغم أنني ممن يرون أنه أخذ من الإعلام الكثير وخدمه الإعلام كثيراً لأن هذا الأمر يختلف عن ذاك الامر – ما لها دخل – ولكن للأسف في عرفنا الصحفي إما أن تهاجم دائما (حد الكذب) أو تساند دائما (حد التزوير). العنصرية مرفوضة من أي شخص كان وبنفس الدرجة، وإن كان إعلاميون هلاليون – ومعهم اعضاء شرف وجماهير – برروا ذات يوم عبارات "نيجيريا" وقالوا: إن من يرفع دعوى هو العنصري وهو من يسيء للشعب النيجيري – فهذا لا يجعلنا نقر بتلك العبارات. وإن قال بأنه لا يوجد عنصرية وأن سامي إن رفع دعوى فهو يسيء للأخوة اليمنيين فهو لا يختلف عن اولئك في سوء خلقهم. * تعودنا من هؤلاء الإعلاميين المنتسبين لنادي الهلال وعلى طريقتهم: فهم سبق لهم تبرير بصقة التايب (اكرمكم الله) بأنها لم تصل للمدرج و إنما سقطت على المضمار!!!. و برروا اعتداء ويلهامسون على موظف بجوازات المطار بأن العادات مختلفة!!!! وبرروا لمن ينزل للملعب بأنه يصعب اثبات أنهم هلاليون!!!! والطريف في إحدى المرات أنه تمت المطالبة بإثبات أن من نزل في ملعب الرس هلالي!!! وفي اليوم الثاني تم تقديم شوى لشرطة الرس ضد العسكري الذي قبض على ذلك المراهق وتمت معاقبته لأنه قبض عليه بطريقة فجة!!!. تعودنا منهم تبرير صليب رادوي و اعتداءاته على محمد نور وعلى أحمد عباس (من اكواع ودعس وركل)، وهروب لاعب من اختبار المنشطات وغير ذلك الكثير. لكن الحل ليس بالسير على طريقتهم لأننا في هذه الحالة سنكون مثلهم في السوء – وهذا غير مقبول –. * لم يجد بعض اعلاميي الهلال تسلية لهم بعد خروج فريقهم أمام النصر خاسراً كأس ولي العهد سوى التعليق على زيارة الكأس لمنازل كبار اعضاء شرف النادي ورموزه وهذا عرف لدى كل أنديتنا، بل إن بعض الأندية تعتبرها طريقة ذلك لتحصيل مكافآت للاعبين من هؤلاء الأعضاء. كل الأندية تفعل ذلك بما فيها الهلال ولكن – يابخت اللي له في الصحافة ولد عم–. * النصر مقدم في الأسبوعين القادمين على أرقام لم يحققها في تاريخه – وبعضها لم يحققه أي نادي آخر – وهذا سيزيد من الضغط على إعلام الجار والضحية سامي الجابر، – سبحان مغير الأحوال – جاء سامي بمحض إرادته وبمباركة الصحافة ليستلم زمام الأمور في نادي الهلال ولتقوم نفس الصحف بمهاجمته وتقزيمه، من كان يخطر على باله ذلك؟؟!!. * إدارة النصر التي وقعت مع ماتورنا عقداً لمدة ثلاث سنوات بعد أن فاز على الهلال، لازالت تتباطأ منذ اكثر من عام في تجديد عقد المدرب المذهل كارينيو!!! – ما هكذا يأتي التعلم من الأخطاء!!!–. * هناك أندية في الخليج تنتظر نهاية عقده لتقدم له شيكات مفتوحة وعندها علينا أن نتذكر أنه ليس عبدالرحمن بن سعود ولا ماجد عبدالله، سيغادر حتما. بل أجزم أن انديتنا المحلية التي لم توفق مع مدربيها هذا الموسم – ربما الهلال والشباب وحتى الأهلي – يقدمون شيكات مماثلة له – وهو يستحق–. * تجديد عقد كارينيو مقدم على تجديد عقد أي لاعب في النصر، وبعده يأتي العنزي وغالب ومن ثم الآخرين. * يرددون مقولة أن هناك أشخاص كثيرين في المجتمع ومعنا كانوا يقولون بأنهم (ما لهم في الكورة) واليوم نصراويين!!. ولكن كان يجب أن يعدوا أيضا: من كان يناقش ويتابع و(يعيّر يوميا) والآن أصبح بقدرة قادر (ما له في الكورة). * هل تعلم أن مشوار النصر للعالمية الثانية قد يبدأ من مباراته مع الهلال، سبحان الله: هل هي صدفة أم يراد لها أن تكون كذلك؟ أم أن النصراويين قصدوا ذلك؟ لا أدري. ولكن النصر ترك حسم الصدارة لمباراته مع الهلال فكانت مؤلمة جدا للهلاليين! والآن ترك حسم الدوري لمباراة الرد مع الهلال وقد تكون مؤلمة جداً لو فاز بها وحسم الدوري!. وربما تنطلق رحلته للعالمية مرة أخرى من ملعب الهلال فتكون قاصمة القرن لنادي القرن!!. دمتم بخير ، و الوطن بخير،، ظافر الودعاني