بين الأهلي والشباب (نقطتين) فقط لا غير ربما تؤجلان الحسم إلى مواجهة جدة النهائية في الجولة الأخيرة.. ولكن لحظة فالأنصار سيكون ضيفاً خفيف الوزن على الشباب في الرياض لكنه ثقيل الدم إن أراد لاعبو الأنصار تجميد نقاط الشباب على الستين نقطة أو وقف زحفهم بتعادل قد يسعد الأهلاويين الذين يواجهون الرائد غداً في بريدة في الجولة ما قبل الأخيرة (الخامسة والعشرين) من عمر الدوري السعودي للمحترفين.. وكما أن الشباب سيواجه الأنصار وعينه على الأهلي فإن لاعبي الأهلي أيضاً هم تحت الضغط النفسي والجماهيري أمام الرائد غداً الأحد في مواجهة ستضع الأهلي تحت الحسابات وربما الخروج النهائي من المنافسة إن خسر الأهلي أو تعادل مع الرائد.. وفي الكرة لابد من احترام الفريق المقابل فالشباب عانى كثيراً أمام الفتح، والأهلي كاد أن يسقط بالتعادل أمام هجر في جدة.. وقد يفجرها الأنصار والرائد إذا لم يحترمهما الشباب والأهلي وإن كان المنطق الكروي يرشح الشباب والأهلي للفوز وتأجيل الحسم إلى مواجهة عروس البحر الأحمر المنتظرة.. الشباب فرط أمام الاتفاق في حسم الدوري لصالحه والعارضة لعبت مع أصحاب الأرض الاتفاق فجاء التعادل السلبي الذي احتفل به الأهلاويون رغم خسارتهم أمام الاتحاد بهدف.. كتب الله للفريق الأهلاوي عمرا جديدا في الدوري في الجولة الماضية فكان الاتفاق منصفاً مع الأهلي أخرجه من كأس ولي العهد وقدم له هدية التعادل مع الشباب والتي أبقت على آمال الفريق الملكي في المنافسة على واحد من أصعب الدوريات في تاريخ الدوري السعودي. غداً الأحد هو موعد جماهير الكرة السعودية مع جولة وضع النقاط على الحروف ما إذا كان التنافس والمطاردة الأهلاوية للشباب سوف تستمر إلى جانب توضيح الصورة في مسألة من يرافق الأنصار إلى الأولى.. جولة الغد ستكون الأكثر جذباً وإثارة للجماهير والتي ستشهد إقامة 7 مباريات في يوم واحد.. فالاتحاد الذي يمارس لعبته الآسيوية بكل مهارة سيطير للرياض لمقابلة النصر.. والقادسية يبحث عن طوق أمان مع هجر والتعاون يبحث عن نقاط الفتح.. والاتفاق يستضيف الفيصلي.. أما الهلال الذي وضع نفسه هذا الموسم في حسابات معقدة فإنه مرشح للعودة من نجران بنقاط المباراة.. إنها الجولة الأصعب وقبل الأخيرة وفيها الكثير من الكلام يقال ولكن النتائج ستكون هي صاحبة الصوت الأعلى.. أن تلعب أفضل وتخسر فهذا كلام مستهلك ولا يغني الجماهير التي تريد فوزاً ونقاطاً حتى وإن كان بدون مستوى.. على طريقة نفوز وبعدين نتفاهم.. ولأننا لا نعيش في المدينة الفاضلة فإن الوسط الرياضي فيه كثير من الأمور الشائكة.. وأعتقد أن تقديم الحافز لا يندرج تحت بنود الأعمال المشبوهة فالشباب من حقه أن يحفز الرائد والأهلي كذلك من حقه أن يحفز الأنصار.. لأنها واضحة وهي أن تدفع لفريق مقابل أن يخسر.. والشباب نفسه سبق وأن حرم الهلال من المنافسة على الدوري قبل سنوات بتعادل مثير بين الفريقين منح الاتحاد البطولة ويومها قال رئيس الشباب خالد البلطان هل يريد منا الهلاليون أن نفتح بابنا لهم وهذا من حقه.. وعندما تعادل الاتفاق مع الشباب في الأسبوع الماضي تغيرت اللهجة الشبابية الرسمية وقالها الشبابيون بأن لهم أفضال وجمائل على الاتفاق فهل كان الشبابيون يريدون من الاتفاق فتح المرمى لهم؟.. الواضح أن ذاكرة إدارة الشباب ضعيفة جداً.. حتى جماهير (وجبة البروست) وهم قلة من جماهير الشباب الذين هاجموني في كل المواقع نسوا أن متحدثهم الرسمي طارق النوفل هو من قال إن معدل حضور الجماهير الشبابية للمباريات لا يتجاوز 1400 مشجع بينما كانت إحصائية رابطة دوري المحترفين أكثر من ذلك بثلاثة أضعاف، فمن الذي قلل من جماهير الشباب؟ في هذا الموسم تعب الشباب وبذل جهداً خرافياً يشكر عليه إدارة ولاعبين ومدرب.. والأهلي كذلك قدم مستويات خرافية وواصل الانتصارات على أكبر الفرق وهو الذي أخرج الشباب من كأس ولي العهد وهذه المرة بدون (السعران).. وقلتها بصراحة وأنا صادق لو كان الأمر بيدي لمنحت الدوري 6 أشهر للاهلي و6 أشهر للشباب.. ومن يفوز في المستطيل الأخضر (بالهنا والشفا) على قلبه وهذه هي كرة القدم ولكن النظام يقول بأن بطل الدوري واحد.. الأهلي جلب أفضل اللاعبين الأجانب بملايين الدولارات فالرباعي فيكتور والحوسني وكماتشو وبالمينو أثبتوا وجودهم.. وكذلك الشباب دفع الملايين من أجل ويندل الذي باع الاتحاد بطاقته وكذلك الأوزبكي جيباروف والمدافع تفاريس وفرناندو وكذلك ناصر الشمراني والمنسق الهلالي عمر الغامدي والمدافعين المنسقين من الأهلي وليد عبد ربه ونايف القاضي.. وبالمناسبة فإن الأهلي أكثر فريق يدعم الفرق الأخرى بالمنسقين ورغم عدم نجاحهم الكبير مع الأهلي فإنهم يتحولون إلى نجوم كبار مع الفرق الأخرى وهذا يؤكد رقي الأهلي.. حتى المدافع إبراهيم هزازي لم يمنعه الأهلاويون من الانتقال للاتحاد رغم أن إبراهيم لم يبادل التعامل الأهلاوي الراقي بمثله وتفاخر بأنه هو من صنع هدف شقيقه نايف في الأهلي وأتمنى أن يوفق هو ونايف مع الاتحاد ولكن بعيداً عن التصريحات فالإبداع داخل الملعب ولكن بعض اللاعبين لا تجد إلا أن تقول لهم (يا زينك ساكت).. وإذا ما قدر للأهلي والشباب أن يستمرا في المنافسة فإنني أقولها من الآن إنني ضد أن يقود مباراة جدة الأخيرة طاقم تحكيم محلي وقد أعذر من أنذر. وأخيراً نقول إنها منافسة أتمنى أن تكون شريفة، وهي بطولة كرة قدم مهما طلعت أو نزلت.. والله لا يجيب الزعل.. إن فاز الشباب فهو فريق من الوطن وإن فاز الأهلي فهو سفير الوطن، كل فريق منهما قدم المهر الغالي لبطولة الدوري الحسناء ومن يطلب الحسناء لم يغله المهر.. حتى وإن خسر البطولة أحدهما فلن يقفل أبوابه ولن تتوقف الدنيا.. م ن حق كل فريق أن يحتفل بعد تعب الألف ميل، إنها حقاً أصعب بطولة دوري.. لحظة يبدو أنني نسيت الأنصار والرائد في زحمة الكلام، كرة القدم لا بد أن نحترم جميع الفرق، من حق الرائد والأنصار أن يقولا كلمة قد تغير مجرى الدوري، فالاتحاد لعب من أجل اسمه ومن حقه أن يفوز على الأهلي، لكن الأهلاويين لم يغضبوا من الخسارة بقدر ما غضبوا من الألعاب الاتحادية الخشنة المتعمدة وهذا أسلوب لا يليق بفريق عريق وكبير مثل الاتحاد، حتى كثير من عقلاء الاتحاد رفضوا أسلوب فريقهم أمام الأهلي، أقصد الخشونة وليس الطريقة الدفاعية. وأخيراً وقبل أن أودعكم أقول خلص الكلام ودقت ساعة العمل، فالأنظار مركزة على الشباب والأهلي والهلال، أما البقية فهم يتابعون من مقاعد المتفرجين وإن غداً لناظره قريب.