الكاتب فتحي بن هادي ديربي منتظر سيفض الغبار مبكراً وبنسبة كبيرة ويكشف لنا عن بطل دوري عبد اللطيف جميل، شخصياً ما من شيء سيمنعني من التلذذ بمشاهدة اللقاء لآخر دقيقة في عمر اللقاء، ليس لكونه وجبة رياضية دسمة بل لما سبقها من عوامل تؤكد نجاح الديربي سلفاً. النشوة التي يعيشها الفريقان أو طفرة النجوم التي يأط بها الفريقان عاملان كافيان لتحقيق المتعة الكروية، ورغم أنهما عاملان مهمان يدفعان أي شخص لمشاهدة الديربي إلا أنه هنالك محفز أقوى سيدفع مثلي لمشاهدة اللقاء والاستمتاع به. ما أثار حفيظتي وإعجابي بل وإعجاب الكثيرين تلك الحرب الكلامية التي سبقت هذا اللقاء بجولات مضت، حرب أشعلت فتيلها جماهير الموج الأزرق بتهكمها بعد تصدر النصر لجولات مضت، والطريف في الأمر هو ردة فعل جماهير الشمس على تلك التهكمات التي قابلتها بها، فقد أتت ردة الفعل بشيء من الهدوء الساخر وبكل روح رياضية وفكاهية في نفس الوقت، وكان ذلك بإطلاق شعارات ودعابات ألهبت الحماس وأججت روح التنافس بين الفريقين، ما جعل الفريقين يلعبان طيلة تلك الفترة تحت ضغوطات جماهيرية كبيرة، لدرجة أنهما تناوبا على صدارة الدوري مرة تلو الأخرى. رغم فقدان الجماهير الصفراء طعم البطولات لمواسم عديدة، سيما أنها اعتادت على حصد ابطولات بطولة تلو أخرى، إلا أنها لم تفقد روح الدعابة التي تتحلى بها، خصوصاً أن تلك الفكاهات والدعابات تتجدد مع كل لقاء يجمعها بشقيقها نادي الهلال. كلا الفريقان يملكان مقومات الفوز بنتيجة اللقاء، فالكفتان متساويتان نسبياً، عدا أن ما يرجح كفة عن أخرى هو مدى الانضباط التكتيكي داخل الملعب ومدى ضبط الأعصاب طيلة شوطي المباراة. إذا ما أراد سامي اقتناص نقاط المباراة فعليه الزج بالشلهوب وياسر كمطلب أساسي لقيادة الكتيبة الزرقاء للفوز بالمباراة، لما يملكانه من خبرة في مثل هذه اللقاءات، كما أن عليه عدم المغامرة بالمبالغة في التقدم الهجومي على حساب الخطوط الخلفية، ذلك للمستويات المتباينة التي ظهر بها الفريق الهلالي منذ بداية الموسم الرياضي، ففي مباراة تجد أداءه مبهر وفي مباراة أخرى يكون العكس تماماً. أما في الجانب النصراوي إذا رغب السيد دانيال الفوز، فعليه إشراك حسين عبدالغني ونور منذ بداية المباراة، لخبرتهما في زعزعة وتفكيك الخطوط الخلفية، سيما بعد عودة "روح النصر" من جديد بعد أن فقدها الفريق لمواسم مضت، وعلى الصعيد الخططي من الواضح أن السيد كارينيو سيعتمد نفس النهج الذي لعب به طيلة الموسم بالاعتماد على الأطراف في بناء الهجمة والاختراق من العمق،، فالنصر يلعب باثنين من أفضل أظهرة الجنب في الجانب الهجومي على مستوى المملكة ككل، إضافة إلى امتياز حسين في النواحي الدفاعية وصناعة اللعب، أما، وتظل حظوظ الكابتن محمد نور كبيرة في المشاركة في اللقاء، لما يتمتع به من رصيد كبير يمتلكه في مثل هذه المواجهات. كل ما نأمله من الشقيقين أن يخرجا الديربي بمظهر حسن، ونطالبهما بعدم الخروج عن الروح الرياضية، وأن يمتعانا باللعب داخل المستطيل الأخضر قدر الإمكان، والمنتصر باللقاء سلفاً هو من يضبط أعصابه في اللقاء، فالحماس مطلوب أي نعم، ولكن التهور مرفوض بشتى الطرق، ومن وجهة نظر شخصية وقراءة فنية في أوراق الفريقين، أتوقع أن يحفل الديربي بأهداف وإمتاع حتى الإشباع. @Fathi_Hadi