الكاتب فتحي بن هادي يصنع لك البعض من أي شيء عادي شيء جميل، لكن الأجمل أن تصنع من لا شيء شيء مبهر، هؤلاء هم من نطلق عليهم لقب صانعوا أحلام تجدهم يحولون التراب ذهباً. إن أمعنت النظر في حال نادي النصر قبل وبعد تسلم الأمير فيصل بن تركي رئاسة النادي، ستجد تباين في الرؤى، مابين ماض متذبذب ومستقبل أخذ من الثبات قوته، ومهما تحاول جاهداً البحث عن كلمة تصف هذا الرجل، لن تجد كلمة توفيه حقه، أفضل من أن تصفه بصانع الأحلام. لا يلوح لي في الأفق سوى أنه بدأ العد التنازلي للمارد النصراوي أن يظهر على الملأ، وإن لم يجني هذا الموسم حصاداً فلن يتأخر كثيراً، وما أرتجيه أن لا تستعجل جماهيره العودة لمنصات التتويج، فأي فريق في طور البناء لابد من أي يمر بمراحل وهزات عاصفة، قد تأكل الاخضر واليابس، فالنصر ليس كأي فريق بإمكانه أن يأتي من القاع ويخطف بطولة، ومن ثم يدخل في مرحلة بيات شتوي لا صيف بعده أبدا، لا إن النصر متى ما حضر سيبقيه القدر. لابد من الإحاطة بأنه لا يوجد فريق كبير بلا أشخاص يحاولون أسقاطه، هي ذي ضريبة أن تكون كبيراً في زمن كبر فيه صغار، وعندما نتحدث عن العالمي، فنحن لا نتحدث عن مجرد نادي، بل نتحدث عن مدرسة كروية، وتاريخ وبطولات وحقب تاريخية من المجد والصولات والجولات، ومنبع للنجوم، أمثال الأسطورة ماجد، ويوسف خميس والجمعان، والهريفي، وغيرهم الكثير من نجوم سطع بريقهم في سماء الكرة العالمية قبل القارية والعربية. ألتمس العذر لجماهير مثل جماهير الشمس، المحبة الشغوفة بحب كرة القدم، المتعطشة للبطولات، عندما تثور ثائرتها لهزيمة فريقها، فهي بالفعل جماهير صبورة مساندة لفريقها، مضرب للوفاء، ومواقفها مع ناديها خير شاهد، ولا أناشدها سوى أن تعزز وقفتها مع فريقها وإدارته قلباً وقالباً مهما حصل، وعليها أن تحذوا حذوا المجانين في وقفاتهم مع فريقهم، الذين يؤازرونه حتى في ودياته، إلى أن أعادوا للملكي هيبته، وأطالبهم صغيرهم قبل كبيرهم، برد جميل صانع أحلامها الأمير فيصل في حال تعثر فريقه من صنع بطولة هذا العام لاسمح الله بأن تقف له احتراماً، وتصفق له بحرارة على الفريق الذي صنعه، فإن لم يوفقه الله في صنع بطولة هذا العام، فقد وفقه في صنع فريق بطولات.