الكاتب فتحي بن هادي هزيمة نادي الهلال من نادي الرائد بهدفين لهدف لصالح الرائد، أثارت شماتة الشامتين، ولوم اللائمين، ولا يملك كل هلالي غيور أمام تلك المواقف إلا أن يتوقف عجباً، ويشيط غضباً، ولا أحد منا يرضيه هذا الحال، ولا يسعفه أمام ذلك أي مقال. لم تعبّر تلك شماتة إلا عن بغض دفين، وقهر مقيت، لعبت الأيام دوراً في غرسه في قلوبهم، ولا تدل إلا على كبر الساقط (الهلال)، فالشجرة العالية هي من تقذف بالحجارة. من الأهمية بمكان أن تكون تلك الأفعال المقيتة لها أسبابها ومسبباتها، ولابد لنا من أن نتعمق في تلك الأسباب كل ذلك الضجيج، فكل نادي معرض للخسارة قبل ترشحه للفوز، هنا استقوفني تساؤلان هامان، أولهما هو لماذا الهلال على وجه التحديد، لماذا لا يكون الاتحاد أو النصر أو الأهلي، وثانيهما لم أرى جل مشجعي الأندية يتفانون للبحث عن عثرات الهلال، فتجدهم خليط من جميع الأندية. تعادل الأاهلي مع العروبة، وأنهزم الاتحاد منها أيضاً، و رباعية تلقاها الشباب من الاتحاد كذلك، ولم يحدث كل ذلك الصخب، ألأنّ الهلال كبير فلا يطال إلا بالأفواه؟، لا أظن ذلك بيت القصيد، فهنالك أندية عديدة تفوق الهلال عراقة وجماهيرية ولم يحدث معها ذلك الضجيج، فلماذا الهلال هو المستهدف دائماً. الحقبة التاريخية الماضية ولدت لدى جل جماهير الاندية المنافسة قناعات مفادها أن جميع بطولات نادي الهلال قد بنيت ركائزها على حساب أندية أخر، فكل مشجع لا يشجع نادي الهلال يرى أن ما يحظى به نادي الهلال من محاباة ومجاملات من قبل الأتحاد السعودي ولجانه أو من الرئاسة العامة لرعاية الشباب على حد سواء، هو السبب الرئيس الذي يقبع خلف ذلك البغض، فأصبح الكل ينتظر أي هزيمة لنادي الهلال ليحظى بفرصة أن يكون أول الشامتين. لا ألوم البعض لأنه حاكى عاطفته، فالإنسان بطبعه لا يتجاوز كونه مجموعة العواطف تتفاعل مع محيطها الخارجي حسب مقتضى الحال، ولكني ألقي باللائمة الكبرى على كل مسئول يقوم بتسريب أسماء لحكام، أو قرارات أو كل ما يدار من تحت الطاولة، فكل الأمور أقل ما يقال عنها أنها أصبحت أموراً عتيقة أكل عليها الدهر وشرب، وفي ظل الثورة الإعلامية أصبح كل شي يلعب على المكشوف. خلل التعامل مع جميع الأندية بقسطاس، سواء كان ذلك من قبل المؤسسات الرياضية أو من الإعلام سواء بسواء، أوجد هوة عميقة يتوجب الإسراع بترقيعها قبل أن تتفاقم ليستعصي ترقيعها فيما بعد، فقد باتت مرضاً ينهش في جسد رياضتنا. الهلال نادي كبير شاء من شاء وأبى من أبى، والكبير لا يحتاج إلى دعم مادي أو لوجستي، فمن لم يستطيع التغلب على منافسه بقوة ساعده، لن تفيده السواعد الممدودة لانتشاله. @Fathi_Hadi