الكاتب فتحي بن هادي جيد أن ترسم نهجاً واضح المعالم لسياستك كالخط المستقيم الذي تتخذه نهجاً لك، وجيد أيضاً أن تحافظ على ذلك الخط أن يبقى خطاً مستقيماً لا اعوجاج فيه، و من الرائع أن ترتقي بخلقك عن الآخرين، وكذلك أن تنأى بذلك الرقي عنهم، ولا أرى أفضل من أن ترى الآخرين من الأعلى، بفوقية وتعالي ونرجسية لا، بل بكمال ثقة تنبعث من دواخل نفسك بأن تختلف عنهم من للأفضل. لا يخفى على رياضي السياسة التي يتنهجها الأهلي في تعامله مع الآخرين، فالرقي يطغى على كل سلوكياته، وهذا جميل، ولكن الأجمل أن تتحلى برقي في السلوك يتخلله نوع من الدهاء والفطنة، التي تمكنك من الرقي مع من يستحق. لا يجدي الرقي وحده حينما تجد نفسك وحيداً بين أناس لا يعرفونه، ولا يعترفون به، أو حين تجد نفسك وسط خضم معمعة في منافسة لا يتوشحها الشرف ونبل الأخلاق. يحتاج المرء منا أحياناً أن يتحلى بقليل من الحيلة وفن الخداع، ليضمن على أقل تقدير التغلب على منافسه في أمر ولو بسيط، وكما قيل "الحيلة للرجال ومن استطاع فليحتال". حين ترقى بأخلاقك لا يتوجب عليك كشف أوراقك، أو التصريح بكل تحركاتك، أو حتى أدوات كسبك لمنافسيك، فكسب الحرب الباردة يعني كسب المعركة سلفاً، فترى البعض إيحاءاً يصرح بإصابة لاعب أو عدم تمكن لاعب آخر من اللعب وحين النزال تتغير الأقوال ويكون من الصعب على المنافس إدراك النصر في النزال، متى ما سلم لمعطياتك الوهمية. حين ترقى بأخلاقك لا يتوجب عليك ابتذال مثالية تفوق الحد مع منافسيك، كما لا يتوجب عليك خداع محبيك بالتحايل عليهم، فحين تخدعهم لن تخدع إلا نفسك. يعجبني أن يرتبط اسم النادي الأهلي بالرقي، ولم يكن مخطأ سمو الامير سلطان بن فهد حينما أطلق عليه لقب الراقي، فلا أحد يمانع أن تكون راقياً، بل بالعكس أسعد حينما أرقى وأرى جميع من حولي راقين في سلوكياتهم، إذا أردت أن ترقى فارقى بفعلك كما تشاء، نحن معك في ذلك متى ما توقف ذلك الرقي قبل حد السذاجة. @Fathi_Hadi